العالم

إثيوبيا تتجاهل التحذيرات السودانية والمصرية وتمضي بملء السد

بإصرار مثير للحيرة، تمضي إثيوبيا في إتمام إجراءات الملء الثاني لسد النهضة في موعده الذي حددته في يوليو المقبل، متجاهلة النداءات والتحذيرات السودانية والمصرية، بضرورة إبرام اتفاق ملزم قبل القيام بهذه الخطوة الخطيرة، إذ أكد وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي، عقب مفاوضات كينشاسا مباشرة أن بلاده ماضية في هذه الخطوة، وفي موعدها المحدد، في رفض لكل المقترحات والتنازلات التي قدمتها مصر والسودان، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم في غضون 8 أسابيع.

التعنت الإثيوبي تقابله نُذر حرب بدأت تلوح بالأفق، رغم تأكيد جميع الأطراف نيتهم تجنبها، وكانت آخر هذه التأكيدات تصريحات عضو المجلس الانتقالي في السودان ياسر عطا، أن الخرطوم لا ترغب في نشوب حرب مع إثيوبيا، لكنه أشار إلى أنه إذا فُرضت الحرب على السودان فسينتصر، مشدداً على أن بلاده لن تتنازل أيضا عن أي شبر سوداني في مناطق الفشقة الحدودية مع إثيوبيا والمتنازع عليها وتدور حولها اشتباكات منذ فترة.

وزير الخارجية المصري، سامح شكري، جدد تحذيرات بلاده من اتخاذ إثيوبيا أي خطوة أحادية الجانب، مؤكدا أن مصر ستتخذ حينها ما وصفها بـ”الإجراءات” الكفيلة بحماية أمنها المائي ضد أي تحرك غير مسؤول، معتبراً أي انتقاص من حقوق مصر المائية عملاً عدائياً، يستلزم اللجوء بداية للقانون الدولي والقيام بإجراءات دبلوماسية وسياسية غير أن الخيارات كلها ستكون مطروحة إذا لزم الأمر.

مراقبون أشاروا إلى أن سياسة الأمر الواقع التي تحاول إثيوبيا فرضها على السودان ومصر تضر بمصالحهما وتُعرضهما لمخاطر كبيرة، وتضعهما أمام سيناريوهات متفاوتة وحتمية، من بينها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، أو الاحتكام إلى القانون الدولي، كما يبقى احتمال اشتعال شرارة الحرب قائما كذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى