أخبار السودانالعالم

“إبرة منشطة” سياسياً من بوتين للرئيس السوداني

218TV|خاص

القيادة الروسية التي تُجيد إرسال الرسائل السياسية المُشفّرة إلى أماكن كثيرة حول العالم، بدا وأنها وجدت ضالتها في نظام الرئيس السوداني عمر البشير الذي يجابه أكبر وأعمق حركات احتجاجية ضد البشير الذي وصل إلى السلطة في شهر يونيو من عام 1989 ولا يزال في الحكم رغم تعاظم الحركة الاحتجاجية الشعبية ضده، إذ كان لافتا أن يوفد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الرجل القوي” في وزارة الخارجية، والمرشح لقيادتها لاحقا ميخائيل بوغدانوف لتسليم البشير دعوة روسية لقمة هي الأولى من نوعها ستجمع في إقليم سوتشي القادة الأفارقة مع بوتين في شهر أكتوبر المقبل.

كثيرون داخل السودان وخارجه لاحظوا أن إيفاد شخصية دبلوماسية خبيرة أفريقياً من وزن بوغدانوف لتسليم رسالة دعوة للبشير هو أمر لا يمكن هضمه أو فهمه من دون الإشارة إلى أن بوتين ينوي توجيه دعم سياسي لنظام البشير، وأن بوتين يقول ضمنا إنه يعمل على حقن نظام البشير “حقنة منشطة سياسيا” للرجل الذي اختار أن يطير على متن طائرة روسية حينما قرر أن يكسر العزلة الدولية والعربية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أسهمت روسيا بتثبيت نظامه هو الآخر.

أصحاب هذا الرأي ينطلقون من افتراض أن بوتين كان بوسعه أن يسلم الدعوة البروتوكولية عبر شخصية دبلوماسية أقل شأناً، أو عبر البعثة الدبلوماسية الروسية في الخرطوم، بدلا من إيفاد شخص مؤثر مثل بوغدانوف، الذي قد تكون أوكِلت إليه مهمة تقوية نظام البشير، ودعمه سياسيا، لكن آخرين يقولون إن الهدف المخفي للقيادة الروسية لا يتوقف عند تنشيط نظام البشير سياسيا، بل يتعدى ذلك بكثير وصولا إلى “عيون روسية” باتت “مفتوحة ومركزة” على كامل القارة السمراء التي تريد فيها موسكو “نفوذا عميقا” غير قابل للاهتزاز في العقود المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى