كتَـــــاب الموقع

أولغا توكارتشوك: “من شأن الأدب إثارة التفكير”

ترجمة: عمر أبو القاسم الككلي

يهدف الأدب إلى أن يكون مستفزا، أن يثير الشكوك ويتعاطى مع قضايا غير واضحة، صرحت الكاتبة البولندية، الحائزة على جائزة نوبل، أولغا توكارتشوك. ولم تقصد أن تكون كتبها سياسية، مثلما صرحت للدوتشي فيلي (د.ف D.W).

الكاتبة واختصاصية علم النفس البولندية أولغا توكارتشوك ألهمت الحضور عبر العالم من خلال رواياتها. في 10 أوكتوبر[2019] منحت جائزة نوبل للأدب عن 2018. في كتبها تلعب بحكايات الجن fairytales والخيالات fantasies والأساطير والتاريخ، مختلطة بالواقع. روايتها المتشظية “تحليقات Flights”*، بالذات، أثرت في لجنة التحكيم. إنها حكاية عن الإنسان المعاصر الشغوف بالتجوال والتَّرحال، وضعت في قالب قصص عن السفر أو الأسطورة وتأملات فلسفية.

وباعتبارها ناشطة سياسية، فإنها معروفة بنشاطها في مجال حرية المرأة والمنافحة عن الأقليات الجنسية. في السنوات الأخيرة كثيرا ما تبرز إلى السطح عندما يتعلق الأمر بالتغيرات الاجتماعية والسياسية في بلدها. حاليا تقوم بجولة قراءة في ألمانيا لروايتها “كتب يعقوب Jacob’s Scripture”

* د. ف: حين دخلت السيارة يوم الخميس في بوتسدام، هل كنت الكاتبة أولغا تاكارتشوك…

– أولغا تاكارتشوك: [دخلت السيارة باعتباري كاتبة] في جولة بكتابها الجديد في ألمانيا. وخرجت منها في محطتي التالية، بيليفلد، حاملة جائزة نوبل! صدقا، ما زلت بالكاد أصدق ذلك. لا أستطيع رؤية اسمي مقترنا بلقب جديد.

* د. ف: نلتِ جائزة نوبل على “تحليقات Flights”، وهو الكتاب الذي كتبت فيه أن اللسان أقوى عضلات الإنسان. هل تشعرين أن لسانك في صراع مع الحكومة البولندية الحالية؟. وزير الثقافة بويتر غلنسكي، من جانبه، يقول إنه يحتاج، بالتأكيد، إلى قراءة بعض كتبك الآن، بما فيها كتاب “كتب يعقوب”.

– قال إنه سيقرأ الكتاب؟. هذا حسن. كتبي ليست “سياسية”. أنا لا أضع مطالب سياسية. هي في الواقع تصف الحياة. بيد أننا عندما ننظر إلى الحياة الإنسانية، تتسلل السياسة إلى كل مكان.

كتاب “مرر محراثك على عظام الميتين” هو عمليا قصة جنون امرأة عجوز لا يمكنها تحمل قتل الحيوانات. وفجأة، في هذا السياق الجديد الذي انفتح في بولندا، صار الكتاب سياسيا بمعنى الكلمة. لم تكن هذه نيتي. لم أقصد أن يكون كتابا سياسيا.

أنا أكتب الكتب كي أفتح أذهان الناس، لتقديم منظورات جديدة، كي أجعل الناس يلاحظون أن ما يعتقدونه واضحا ليس واضحا جدا. أنه يمكنك النظر إلى وضع جانبي من زاوية مختلفة، وفجأة تتكشف لك معانٍ ومستويات أخرى. لهذا وجد الأدب- لذا باستطاعتنا توسيع وعينا، ومقدرتنا على استيعاب حيواتنا وما يحدث لنا.

* د.ف: على سبيل المثال، إذا ما افترضنا أن بطلة “مرر محراثك على عظام الموتى” – التي تقوم بالقتل قصد حماية الحيوانات، الأمر الذي يعني أنها تقترف جريمة – ربما لا تكون مذنبة. هل تعتبرينها مذنبة؟.

– أولغا: نعم، مؤكد، هي بالتأكيد مذنبة لقيامها بالقتل.

* د.ف: عندما رأيت ما كانت تعارضه، رأيت أن الاعتراف بأنها مذنبة يمثل مشكلة.

– أولغا: تلك هي طريقتي في رواية القصة. أنا أخلق شكا في ذهن القارئ. هذا هو هدف الأدب: التحريض على التفكير.

* د.ف: كان عليك نيل جائزة نوبل كي يقرر وزير الثقافة البولندي قراءة كتبك. هل ستلتقين غلنىسكي؟.

– أولغا: بالطبع لم أكن مهتمة بشكل خاص ما إذا لم يتمكن من قراءة كتبي. أدرك أنها لا تلائم الجميع. فهذا يتوقف على مزاج الشخص، الذوق الأدبي وعادات محددة. لذا، لا أحض الجميع على قراءة توكارشوك.

* د. ف: كيف ترين وضع العالم الآن؟.

– أولغا: العالم منقسم إلى اثنين. البعض يرى أن أفضل فكرة هي الرجوع في طريقنا ومحاولة استعادة القيم القديمة المسماة تراثا ((tradition. آخرون يقولون: كلا، ذلك ليس كافيا!. علينا، بمعنى ما، خلق عالم جديد. النظام العالمي القديم دمر الكوكب، وخلق التمييز، وولَّد العديد من أشكال عدم المساواة. والآن نحن نبحث عن إجابة.
إلا أن هذا السؤال لا يوجه إلى كاتب. من الأفضل توجيهه إلى البابا، أو فلاسفة عظماء. فأنا أحكي قصصا وأحاول القيام بذلك بنزاهة، كي تثير اهتمام الناس وتمتعهم. وفوق كل شيء كي يتمكنوا من توسيع أذهانهم، يصبحوا قلقين، ويشرعوا في مساءلة ما كانوا قد اعتبروه، حتى الآن، شيئا موثوقا.

* أحيانا تتعسر ترجمة المقصد الفعلي للعناوين دون قراءة العمل، بسبب تعدد معاني الكلمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى