الجزائرتغطية خاصة

أوساط جزائرية: اِرْحموا رئيس دولة.. مَرِض

218TV | خاص

سجّل الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة اسمه كصاحب أطول “فترة رئاسية” له في التاريخ السياسي الجزائري، كما حضر بوتفليقة في هذا التاريخ الحافل بالأحداث والاضطرابات والنضالات والمتغيرات كـ”أصغر” من تولى منصب وزير الخارجية في البلاد الغنية بالنفط والغاز، والتي قدّمت من قبل نحو مليون شهيد لنيل استقلالها الوطني عن فرنسا، لكن بوتفليقة وفق ما يقوله جزائريون قد أهدر تاريخه السياسي بترشحه المتكرر لمنصب الرئاسة، والذي لم يكن يستطيع أحد منافسته عليه بسبب الدعم القوي الذي قدمته له المؤسسة العسكرية، التي أمرت بخلعه أمس، في صراع حاد بين أجنحة الدولة العميقة.

أوساط جزائرية تقول إن بوتفليقة قد حشر نفسه في النهاية الدرامية المفجعة، والتي قدّم معها سلسلة طويلة من التنازلات التي لم تكن مرضية لأحد في شارع غاضب وثائر، وأن الرئيس بوتفليقة كان يمكنه أن يتجنب إظهار الجزائريين كما لو أنهم يسيئون لمرضه، أو يُجرّحونه سياسياً في أيامه الأخيرة تحت وطأة المرض والرفض الشعبي له، إذ كان بإمكان بوتفليقة أن يُقدم على خطوة الاستقالة التي اتخذها أمس بعد تهديد مفاجئ من الجيش ببدء الإجراءات الدستورية لتنحيته، وهو تهديد كان يشير إلى أن الجيش كان قريبا من خطوة خلع بوتفليقة بالقوة العسكرية لو لم يرسل بوتفليقة استقالته إلى المجلس الدستوري.

آخرون في الجزائر يقولون إن الشعب كان قاسيا على بوتفليقة لأنه سمح له أن يصل إلى هذا المستوى من التدهور الصحي وهو لا يزال رئيسا، وأن الأصل كان أن يبادر الجزائريين لتفجير غضبهم قبل سنوات، وحتى قبل بداية الولاية الرئاسية الرابعة عام 2015، بدلا من الوصول إلى لحظة يتم فيها التشكيك بقدراته العقلية، وما إذا كان واعيا لما يصدر عنه من قرارات، فيما كان يُشكّك كثيرون في أن بوتفليقة حيٌّ أساسا، خصوصا وأن الصور القليلة والنادرة المُلْتقطة لبوتفليقة كانت تُظْهِره جامدا كـ”تمثال شمعي” لا يتحرك ولا ينطق، وهو ما كان يزيد من نقمة وشكوك الجزائريين الذين حصلوا على ما أرادوا مرتين، مرة حين أجبروه على سحب ترشحه لولاية خامسة، ومرة حينما أرغموه على مغادرة الحكم قبل انتهاء ولايته الرابعة.

صوت خافت في الجزائر في ظِلّ الجدل القوي والعميق والحاد ظَلّ يقول: “اِرْحَموا رئيس.. مَرِضْ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى