أخبار ليبيااهم الاخبار

أوروبا تُخطّط لدفع أزمة المُهاجِرين إلى سواحل ليبيا

شهد ميناء فاليتا الإيطالي حفل إنهاء تدريب خفر السواحل الليبي المكوّن من 89 متدرّبًا على متن سفينة عسكرية إيطالية في خطوة أولى ضمن الاتفاقية التي عقدتها إيطاليا مع حكومة الوفاق الوطني أملا في أن تُسهم في حلّ مشكلة المهاجرين.
حسب ما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية فقد قام الإيطاليون بتدريب ضبّاطٍ من خفر السواحل الليبي على اعتراض طريق زوارق الهجرة، وإنقاذ المهاجرين قرب السواحل الليبية قبل وصولهم إلى المياه الدولية، وبهذا يُزيلون عن كاهلهم ثقل عملية الإنقاذ، ويخلون مسؤوليتهم من أخذهم إلى أوروبا واستقبالهم كلاجئين، حيث يتحتم على الليبيين إعادتهم إلى ليبيا، طالما أنهم اعترضوا طريقهم في المياه الليبية.

يرى قادة أوروبا في تدريب الليبين محاولة لمقارعة المستحيل، وإبعاد أزمة الهجرة عن سواحلها دافعين بها إلى المصدر، “ليبيا”. وتضمن الخطة تقديم الدعم المالي والموارد والتدريب اللازم لإبقاء المهاجرين في ليبيا، في اتفاقية مشابهة لتلك التي عقدتها مع تركيا، غير أنّها تتعامل مع حكومة ضعيفة ومليشيات مسلّحة تتنافس مع بعضها. ولم تسلم هذه الاتفاقية “الوليدة” من النقد الذي طال سابقاتها في إشارة إلى الوحشية والمنهجية التي تتبعها دول شمال أفريقيا لمنع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، حيث يُنظر إليها على أنّها “غير عملية وغير إنسانية”، ناهيك عن تشكيك الخبراء الدوليين بهدف العملية إلى جانب المخاوف التي عبّرت عنها منظمات حقوق الإنسان من إعادة المهاجرين إلى ليبيا “المستعرة” في الوقت الذي يحاولون فيه الفرار بحياتهم من الخطر والظروف الصعبة. أضف إلى ذلك، الجزء الضئيل من ليبيا المتفتتة الذي بالكاد تسيطر عليه الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والتي يتعامل معها الأوروبيون، حيث تقبع بقية المناطق تحت سيطرة المتمردين والجماعات الإجرامية.

يعتمد البرنامج الأولي للخطة الإيطالية، على تعهّد القادة بتقديم دعم مالي مستدام لتدريب خفر السواحل الليبي، بينما تتعهّد ليبيا – وفقًا للاتفاقية – إيقاف تهريب المهاجرين من السواحل الليبية، وبالمقابل ستقدّم إيطاليا المال والتكنولوجيا والمساعدات الطبيىة والتدريب اللازم لإقامة مراكز إيواء للمهاجرين في ليبيا. وفي ذات السياق، استضافت روما الأسبوع الماضي، لقاءً جمع وزير الداخلية الإيطالي مع عشرة من عمداء بلدية ليبيين من منطقة فزّان الجنوبية، والتي تعدّ البوابة الرئيسية للمهاجرين من ليبيا، ليؤكّد نية إيطاليا مساعدتهم للسيطرة على الحدود.

ومن ناحية أخرى، أقرت وزيرة الدفاع الإيطالي روبرتا بينوتي أنّه من غير الممكن توقّع إيجاد حل فوري لمثل هذه الظاهرة الضخمة، وأنّهم يحاولون السيطرة عليها، مُشيرةً إلى آلاف المهاجرين الذين يصلون إيطاليا أسبوعيًا، حتى في فصل الشتاء. بينما قال موسكات، رئيس وزراء مالطا، أنّ الهدف من التدريب هو منع الأزمة، حيث تُشكّل مراكز إيواء المهاجرين أكثر أجزاء الخطة استمرارية. أمّا في ليبيا فيبدو الأمر مختلفًا، حيث قال “حسين الذوادي” عميد بلدية صبراتة، نقطة العبور الأكثر انشغالًا، أنّ إبقاء المهاجرين في ليبيا “خطوة خطيرة” وذلك لافتقار الدولة للموارد اللازمة. إضافةً إلى التحذيرات التي تطلقها منظمات حقوق الإنسان والإغاثة الإنسانية مثل “أطباء بلا حدود” حول مستويات العنف والأوضاع السيئة التي يعيش فيها المهاجرين.

ولا بد من التذكير أنّ مثل هذه الخطوة التي تهدف إلى إيقاف تدفّق المهاجرين، تهدّد في الواقع مصالح الجماعات المسلحة القوية التي تسيطر على التجارة. وهذا ما أشار إليه موسكات قائلًا أنّ “الشباب الذين يتلقّون التدريب سيواجهون عند عودتهم إلى بلدهم ضغوطات كبيرة من العصابات الإجرامية والمهربين الذين يجنون الملايين أسبوعيًا”.

وعلى صعيد آخر، يرى البعض في تدريب إيطاليا لخفر السواحل خرقًا للمشهد السياسي، فما أن رست السفينة العسكرية الإيطالية “سان جورجيو” الإيطالية في غرب ليبيا الشهر الماضي، حتى اتهم القادة في شرق ليبيا إيطاليا بدخول ليبيا بطريقة غير شرعية.

 

رهيفة محمود – ترجمة خاصة قناة (218)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى