حياةكورونا

أوبئة وأمراض غيرت حياتنا اليومية.. فماذا سيفعل كورونا؟

على الرغم من مرور بضعة أشهر فقط على بدء انتشار فيروس كورونا، إلا أن هناك العديد من الأشياء تغيرت في حياتنا اليومية، ومنها التوقف عن المصافحة والعناق، وباتت الأقنعة من الأساسيات، وغسل اليدين لمدة 20 ثانية على الأقل أصبح من الضروريات، وربما تصبح بعض هذه الأمور أشياء دائمة في حياتنا حتى بعد انتهاء الجائحة.

لكن هذه ليست المرة الأولى، فقد أثر العديد من الأمراض والأوبئة التي أصابت العالم تاريخيًا على بعض العادات التي أصبحت من المسلمات في حياتنا الآن.

اللون الأبيض في المنازل: انتشر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وعي بين الناس بأن المنازل قد تحتوي على الكثير من الجراثيم، خاصة أنها كانت تمتاز بالتصميم الخشبي والأقمشة الثقيلة وورق الجدران والأرضيات المنقوشة، اتجهوا إلى التصاميم البيضاء الناصعة حيث يمكن رؤية الأوساخ بشكل واضح.

السل ومكياج النساء: عندما يصاب شخص ما بالسُل فإن لونه يصبح شاحبًا، وتقول الدكتورة كارولين داي أستاذة التاريخ، إن مرض السل لعب دورًا في معايير جمال النساء، وذلك لأنه كان يُعتقد أن نساء الطبقة العليا أكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب نحافتهن ووجههن الشاحب، ولذلك أصبح الظهور بهذا الشكل بشكل صناعي عن طريق مساحيق التجميل أمرا شائعا، وأصبحت النساء في منتصف القرن التاسع عشر يستعملن مساحيق التجميل لكي يجعلن بشرتهن تبدو أكثر شحوبًا.

فحص المهاجرين: عندما تم افتتاح جزيرة إليس في نيويورك في عام 1892 كان هناك 6 أطباء لفحص 200 ألف مهاجر، لكن مع الفهم المتزايد من قبل مسؤولي الصحة لنظرية الجراثيم والأمراض المعدية، زادت الفحوصات للمهاجرين وأصبح أكثر شمولًا، وبحلول عام 1902 كان هناك 8 أطباء يفحصون 500 ألف مهاجر سنويًا، بالنسبة للمهاجرين، كان أكثر ما يخيفهم هو فحص التراخوما، وهو مرض شديد العدوى يصيب العين ويمكن أن يسبب العمى وحتى الموت، كان الأطباء يستخدمون في فحص هذا المرض أداة تقلب جفن الشخص وعينه مفتوحة.

قبور بعمق 2 متر: تؤدي الأوبئة إلى المزيد من الوفيات مما يجعل من الضروري كيفية التعامل مع الجثث ورفات الموتى، وبسبب الاعتقاد الراسخ لدى الكثيرين بأن الجثث تنقل الأمراض المعدية فإن المجتمعات وعلى مر القرون الماضية أعادت التفكير في دفن موتاها، وبات الأمر الأبرز هو دفنهم في قبور بعمق مترين على الأقل، وبدأ الناس في هذا الأمر عندما تفشى الطاعون في عام 1665 في إنجلترا.

مشد الخصر أو الكورسيه: كان الظهور بخصر صغير جزءًا من مظاهر الأناقة لدى النساء، ولكن سرعان ما أصبحت الكورسيهات هدفًا للأطباء الذين أقروا أن الملابس الضيقة يمكن أن تضر المصابين بمرضى السل، لكن على الرغم من تحذيرات الأطباء إلا أن الكورسيهات لم تختفِ وظهر ما يسمى الكورسيهات الصحية.

حمام ثانٍ في المنازل: في العادة كان هناك حمام واحد في المنازل القديمة، ولكن بعد تزايد الأمراض المعدية مثل السل والأنفلونزا قرر بعض أصحاب المنازل إضافة حمام ثانٍ بالقرب من مدخل المنزل، خاصة أن المنازل القديمة كانت تستقبل يوميًا شحنات من الفحم مما يعني أن عامل التوصيل قد يكون دخل إلى منزل جيرانك وجلب معه جراثيم، فلم يرغب البعض أن يستخدم عاملو التوصيل حمام المنزل الرئيسي وأصبح وجود حمامين في المنازل شيئا تقليديا بعد ذلك.

تطوير اللقاحات: على الرغم من أن اللقاحات تبدو أنها نتاج للعلم الحديث، إلا أنها كانت موجودة منذ عدة قرون، وتحديدًا عندما طور الصينيون طريقة تلقيح لمرض الجدري في عام 1000 قبل الميلاد، ثم انتشرت هذه الطريق في إفريقيا وتركيا ثم أوروبا والأمريكيتين، أما التلقيح واسع النطاق الذي نعرفه اليوم فقد بدأ في أربعينيات القرن الماضي حيث بدأ العلماء في تطوير لقاحات لأمراض معدية وفي عام 1984 أوصى مركز السيطرة على الأمراض ببعض اللقاحات السنوية للأشخاص مثل الأنفلونزا.

التنانير والأحذية: بمجرد أن أصبح لدى الناس فهم أفضل لكيفية انتشار الأمراض المعدية، كان يُنظر إلى التنانير الطويلة على أنها غير صحية خاصة أن النساء كنَّ يمشين بتنانير طويلة تلامس الأرض في شوارع بعضها قذر، ونتيجة لذلك، بدأت التنانير القصيرة في الظهور، وعندما حدث ذلك، برزت أحذية النساء بشكل أفضل وأصبحت جزءًا أساسيًا من الموضة، بدلاً من أن تكون شيئًا عمليًا فحسب.

الهواء النقي وفتح النوافذ: كان يُعتقد في السابق أن الأمراض المعدية تنتشر عن طريق “الهواء الملوث” أو الأبخرة التي يمكن أن تغزو جسم الإنسان وتسبب المرض، وقبل استخدام المضادات الحيوية لعلاج أمراض مثل السل، نصح الأطباء باستنشاق الهواء النقي والتعرض لأشعة الشمس كعلاج، ونتيجة لذلك انتشرت الحملات الصحية العامة التي تحث الناس على فتح نوافذهم.

النساء والعمل: أثرت الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 بشكل كبير وإيجابي على النساء، فمع النقص الهائل في عدد العمال في المصانع، اضطرت النساء للعمل من أجل سدّ الفراغ، وبحلول سنة 1920، شكلت النساء 21 بالمئة من مجموع القوى العاملة في معظم البلدان الغربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى