مقالات مختارة

أم كلثوم والشائعات العشر

طارق الشناوي

اليوم تمر الذكرى الخامسة والأربعين على رحيل أم كلثوم، وجدتها فرصة لكي نفند معاً الشائعات العشر التي تردد بعضها في حياتها.

أولاً: أنها تلقت صفعة من زوجها دكتور حسن الحفناوي، ولجأت للرئيس جمال عبد الناصر، فقام بتعنيفه وأجبره على الاعتذار، بعيداً عن تركيبة د. حسن التي تبتعد تماماً عن استخدام العنف، العلاقة بين أم كلثوم وعبد الناصر، لم تتجاوز في أي مرحلة مطربة كبيرة وزعيم.

ثانياً: ناصر طلب من أم كلثوم وعبد الوهاب، أن يجتمعا في أغنية «أنت عمري»، وهو ما كذبه عبد الوهاب، الذي روى أن عازف الكمان الشهير «السوليست» أحمد الحفناوي، زاره في منزله وأخبره برغبة أم كلثوم في الغناء من ألحانه.

ثالثاً: «أنت عمري» على غير ما هو شائع ليست اللقاء الغنائي الأول، في سهرة خلال الأربعينيات، شارك فيها توفيق الحكيم، طلبت أم كلثوم من الشاعر كامل الشناوي أن يكتب قصيدة في جمال الممثلة كاميليا، فكتب «إن بعض الجمال يذهب قلبي عن ضلوعي – فكيف كل الجمال»، وطلبت في الجلسة نفسها من الموسيقار محمد عبد الوهاب تلحينها، اشترط عبد الوهاب أن تغنيها أم كلثوم، وهو ما حدث، ولسوء الحظ لم تسجل تلك القصيدة.

رابعاً: لم تغن لحرب 1973 عامدة، لأن السادات، ناصبها العداء، والحقيقة أن السادات كلثومي المزاج، وكانت أم كلثوم بدأت تعاني من تدهور حالتها الصحية منذ منتصف عام الحرب، ورغم ذلك طلبت من الشاعر الغنائي مأمون الشناوي أن يكتب لها أغنية وطنية يلحنها السنباطي، إلا أنها لم تستطع تسجيلها.

خامساً: رفضت الغناء من تلحين أي موسيقار غير مصري، وضربوا مثلاً بفريد الأطرش، لكن ثومة غنت بالفعل للبناني فريد غصن «وقفت أودع حبيبي»، صحيح أن اللحن لم ينجح، إلا أنها لم يكن لديها تحفظ للغناء لفنان عربي، والدليل أنها رددت كلمات للشعراء العرب مثل الأمير عبد الله الفيصل (السعودية)، ونزار قباني (سوريا)، وجورج غرداق (لبنان)، والهادي آدم (السودان)، وعلي أحمد باكثير (اليمن)، وأيضاً عمر الخيام (إيران)، ومحمد إقبال (باكستان).

سادساً: تتجاوز في استخدام سلاح السخرية، الصحيح أنها قد تداعب بنكتة، ولكنها لا تجرح، مثلاً عندما علمت أن الإذاعي الصعيدي فهمي عمر – أمد الله في عمره – سيقدم حفلها فقالت له: «ح أقولك (صعيدة) مش سعيدة».

سابعاً: تعادي المطربات الوافدات إلى مصر مثل صباح وفايزة ووردة وغيرهن، رغم أنها في نهاية الأربعينيات وهي تشغل مقعد نقيبة الموسيقيين، رفعت بعض المطربات المصريات شعار (أخي جاوز الظالمون المدى – جاءت صباح بعد نور الهدى) وطالبوا بمنعهن من الغناء في مصر، وتصدت أم كلثوم لتلك الدعوى، وكثيراً ما أشادت بأصوات مثل فيروز وسعاد محمد.

ثامناً: بخيلة، بينما كانت تقدم حفلاتها بعد 1967 من أجل دعم المجهود الحربي متبرعة بأجرها وبإيراد الحفل.

تاسعاً: لديها أطفال تُنكرهم، والحكاية أن الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن الذي ألف مسلسل «أم كلثوم»، ذكر ذلك في حوار على سبيل الخيال، فهو اقترح افتراضاً درامياً قال: «لو كان لها أبناء، لنسج عملاً فنياً مغايراً عنها».

عاشراً: تزوجت مصطفى أمين، كان هو صديقها الأقرب بين الصحافيين، تزوج مصطفى في مطلع الستينيات من شادية، وبالمناسبة شادية هي أقرب الصديقات لأم كلثوم!!

المصدر
الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى