العالمسياسة

“أقوى امرأة” في واشنطن و”الطليانية”.. تمسك المطرقة

لم تمنعها سنواتها الثمانون، ولا “عداء الحزب الجمهوري” لها بسبب “مواقفها القوية، من أن تعود نانسي بيلوسي إلى موقعها السابق الذي غادرته عام 2009 كرئيسة لمجلس النواب الأميركي، وسط امتعاض يكتمه كثيرون إزاء “الأداء القوي” لمن تُوصَف بأنها باتت بعد عودتها إلى المنصب ثانية “أقوى امرأة في واشنطن”، حيث ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يرحب بـ”رئاستها للنواب” بكلمات لا يوجد فيها أي ود، وسط مخاوف لترامب أن تثير بيلوسي –الإيطالية أصولاً- متاعب عنيفة له، خلال العامين المتبقيين من ولايته الرئاسية الأولى.

توصف بيلوسي بأنها امرأة لا تتعب، فبعد إعلان فوزها برئاسة النواب الأميركيين مستفيدة من الأغلبية الديمقراطية، أصرت بيلوسي على أن تلتقط صورا تذكارية مع مئات النواب الذين حضروا مع عائلاتهم لأداء القسم، ومباشرة أعمالهم البرلمانية، وهذا الإصرار دفع خصومها ومؤيديها إلى التذكير بـ”عنادها وصلابتها” عندما اضطرت في إحدى جلسات النقاش داخل البرلمان من إلقاء مداخلة استمرت 12 ساعة من دون أن يظهر عليها التعب، ومن دون أن تطلب تأجيل النقاش، أو استئنافه لاحقا، وهو أمر يؤهلها لأن تمسك “مطرقة الرئاسة” التي منّى ترامب نفسه في أن تكون بيد “جمهوري” في مرحلة يدرك ترامب صعوبتها.

معارضة خطة بلادها لغزو العراق وإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان أبرز موقف سياسي لا تزال تعتبره موفقا بعد الإخفاقات العسكرية لبلادها في العراق، وظهور داعش مجتاحا لمدن عدة لاحقا، لكن بيلوسي عادت ووافقت على خطط للإدارة الأميركية بشأن تمويل الوجود العسكري في العراق، وهو ما يشير إلى أن “أقوى امرأة في واشنطن” تجيد التفاوض، وأحيانا يمكنها أن تتخذ “مواقف مرنة” من أجل “المصلحة الأميركية العليا”، وهو ما يُشكّل بارقة أمل لترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى