اهم الاخبارحياة

أغنياتنا الليبية.. “الرزق السّايب يعلّم الخنبة”

218TV.net خاص
أحلام المهدي

قد يشعر بعضنا بالسعادة وهو يستمع إلى أغنية ليبية لحنا وكلاما بصوت فنانٍ عربي مشهور أو حتى مغمور، فقد أسعدتنا “ذكرى” عندما أضفت صوتها الساحر على بعض أغنياتنا، لتترك بعد رحيلها كنزا فنيا هاما للمكتبة الليبية، ولذاكرة الأجيال، وإذا ما استثنينا الشطحات السياسية للنظام التي جاءت على لسانها في وقتٍ من الأوقات، فإن “الوصا يا مغرّب” و”وصلني جواب اليوم” و”ياريت مافينا قلوب يميلن” وغيرها الكثير تبقى أيقونات حقيقية للفن الليبي، وهناك الكثير من الأصوات العربية التي تغنّت بالكلمات والألحان الليبية، بطريقة مشروعة واحترافية.

جوابي

وفي ذات الوقت، فإن كنوزا ليبية سُرِقت من المكتبة الفنية الليبية “المغمورة عربيا”، ليستغل سارقوها عدم وجود حماية لحقوق الفنان الليبي من جهة، وعدم انتشار وشهرة الأغنية الليبية عربيا من جهة أخرى، مما يجعل من سارقها كائنا خفيا، يظهر للجمهور في ثوب الفنان المبدع، فمنذ “قولولي وين دياره” رائعة الفنان الليبي “محسن بيت المال” التي قدّمها اللبناني “علاء زلزلي” دون أن يستشير صاحبها أو يشير إليه، إلى “آدي الزين وآدي الزينة”، أغنية الفنان المصري “علي الحجّار” التي كان لحنها “مسروقا” بمعنى الكلمة، من “رزق العين علي خالقها” للفنان الليبي “مصطفى البتير” الذي رفع دعوى في مصر على أصحاب الأغنية، قوبلت بالتجاهل واللامبالاة، ولا ننسى جارتنا الغربية التي قُدّمت فيها بعض أشهر الأغنيات الشعبية الليبية تحت بند “ربوخ تونسي” التي كانت تُكتب على كاسيتات وسيديهات هذه الأغاني، مثل “غريبة” و”تطلق طير وتجري تحته”، وحتى روائع “نجيب الهوش” لم تسلم من صفة “الربوخ” هذه!.

ولم يكُن “مالنا السائب” حكرا على الجيران، بل تجاوزه إلى دول الخليج، عندما قام الفنان الكويتي “فيصل الراشد” بتقديم أغنية “شالوه” ليكون التغيير الوحيد الذي أجراه للتمويه هو إزالته لحرف الألف من رائعة الليبي “فوزي المزداوي” التي لا تخطؤها الأذن الليبية وإن غنّاها كائنٌ من المريخ “شالوها”، وفيما عدا ذلك فإن شالوها جاءت كما هي بلسان الفنان الكويتي، يُذكر أن كلمات هذه الأغنية للشاعر “محمد بلقاسم” وقد خصّ بها “المزداوي” سنة “1995”، وصرّح الشاعر بأنه لم يعط الأغنية لفنان آخر، وهذا يجعل “شالوه” محض سرقة واحتيال.

جوابي
وللمصداقية، فإن بعض الليبيين يعتبرون هذا نجاحا للأغنية الليبية حتى وإن لم تتم استشارة أصحاب الأغنيات المعتدى عليها في استعمال لحنها أو كلماتها، فيما يعتبر البعض الآخر هذا “سرقة” بمعنى الكلمة، ولا يمكن أن يكون إلا سرقة، لما ينطوي عليه الأمر من تجاهلٍ لحقوق الكاتب والملحن والفنان الليبي الذي يُفاجأ كغيره من الجمهور بأغنيته على المسارح وفي التلفزيون دون أن يعلم شيئا عن الأمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى