أخبار ليبيااهم الاخبار

أشكال لـ(218): رفضت “المجازر”.. وهذا موقف القذافي (ج 2)

218TV.net خاص

واصل آمر كتيبة إمحمد المقريف اللواء البراني اشكال، حديثه الذي خصّ به قناة (218)، وفي الجزء الثاني والأخير من المقابلة تطرق اشكال لأحداث العام 2011 “الساخنة” منذ انطلاق الحراك في المدن وحتى مغادرته العاصمة طرابلس.

وتاليا نص الجزء الثاني من المقابلة:

218: كآمر لأبرز الكتائب في ليبيا، ماذا كنت تعتبر حراك فبراير؟

البراني اشكال: الحراك هو عملية معروفة وبدأت في حراك تونس ثم حراك مصر ثم حراك ليبيا ثم حراك اليمن ثم حراك سوريا، هذه عملية مفهومنا البسيط يجهلها، وفي 2006 قال مدير المخابرات المركزية (CIA): (سنصنع لهم إسلاما يناسبنا وسنجعلهم ينقسمون إلى طوائف وشيع وأحزاب، ونشجعهم على أن يحاربوا بعضهم على هذه المفارقات وسيأتي الرؤساء موتورين ليطلبوا منا النجدة وعندها سنتدخل ولكن بشروطنا وسننتصر دون أن نفقد جنديا واحدا)، وهذا الشخص لا يتكلم من فراغ وإنما يعكس سياسة الغرب التي تقودها أميركا دائما، وبالتالي الحراك في ليبيا كان عفويا وكان ينادي بإصلاح النظام ثم تغير وقفزت عليه فئات أخرى وأصبح الحراك يدار بأيدٍ خفية، نعم الليبيون تحركوا والشباب انتفضوا لطلب الأفضل من الخدمات، وحتى القذافي اعترف وقال إن هناك خللا في المؤسسات التعليمية والصحية.

218: كان الشباب محتقن ولم يكن سائدا أن هناك من يخطط!

البراني اشكال: الشباب انتفض بعفوية لمطالب شرعية، لكن في كل الأحوال استعمل كوسيلة للوصول إلى هدف، ولا شك أن الشباب الليبي لديهه مطالب اعترف بها معمر القذافي وسيف الإسلام وتحدث معهم وبدأت الإصلاحات منذ العام 2008 في البنية التحتية لكن كان هناك تأخر وخلل بالمنظومة الإدارية في ليبيا وتعطيل للمشروعات وزيادة في تكلفة البناء، وهذا أدى إلى ضنك الشباب ولم يعد كل خريج يحصل على وظيفة حكومية، والسياسة الداخلية التي انتفض عليها الشباب حيث ألغى القذافي برنامج القطاع العام، فيما القطاع الخاص أصبح مكبلا ببعض الإجراءات من المنظومة الإدارية.

218: هل كان هناك تغول أمني وسياسي؟

البراني اشكال: بلا شك كانت هناك بعض الخروقات والاختراقات والاستغلال من قبل بعض النفوس المريضة في هذه الأجهزة، لكن لا بد من النظر إلى الجانب الآخر أن الأمن في ليبيا كان مستتبا بشكل غير عادي، حتى من يقول إن الأمن كان لتأمين النظام ولكن تأمين النظام أمّن المواطن، وتم سحب السلاح من المواطن وكان الأمن موجودا بكل مكان.

218: ماذا عن الأيام الأخيرة من سير الأحداث وصولا لمنتصف شهر أغسطس 2011 ودخول طرابلس؟

البراني اشكال: في الأيام الأخيرة أبحت مواقع التواصل وبعض الإذاعات التي تقود النزاع بوسط ليبيا بشكل مخطط جيدا ويتحدثون أن يوم 17 رمضان سيتم دخول الزاوية ويوم 20 سيتم الدخول لطرابلس، وأدخلوا الجانب النفسي للحراك، ونحن ككتيبة بقينا في مكاننا والمجموعات منتشرة ولم يكن لدينا أي عمل نقوم به لمنع ما يحصل لأن الأجهزة الأخرى تقوم بواجبها بدليل أن طرابلس كانت آمنة إلى حد كبير، وطوال الفترة التي جلسنا فيها في طرابلس، وأنا أقول ذلك بما يعني أن النظام كنت أتبع له ولن أتنصل من ذلك، وبالتالي كنا نتابع هذه الأمور ونرى مجموعات الشباب ونترقب بأن شيئا سيحصل، وكان دورنا في معسكرنا فقط وهناك الأطواق حول طرابلس حتى تفاجأت يوم 21 بالدوريات تقول إن هناك بعض الحراك في تاجوراء من يوم 20 بدأ في سوق الجمعة وفي جنزور ويوم 21 بدأ التقدم من بعض المحاور، ومجموعات من طرابلس تتجه نحو ميدان الشهداء.

218: أنت كنت مسؤولا وقتها، أين البقية؟، أنت اتخذت موقفا هو الأهم والأبرز في التاريخ الليبي الحديث.

البراني اشكال: ربما يكون الأبرز وربما لا، لكن يوم 21 عندما وصلت كل المحاور القادمة من الزاوية والمنطقة الشرقية وحتى محاور منطقة الجبل الغربي، وجدنا أن التقارب يزداد، تفاجأت بعدم وجود القوات وأيقنت أنهم سيصلون إلى باب العزيزية دون شك، وفي هذه اللحظات اتصلت العمليات معي وطلبوا مني إخراج الدبابات والمدفعية وأن أقصف العمارات العالية في مداخل طرابلس، وطلبت إعادة الأمر وعاد نفس الحديث، وسألته عن مصير العائلات في هذه العمارات، فرد أنه لا يستشيرني بل يأمرني، رددت عليه بأني لا اتبعك وأرفض أمرك، وأنني غير مستعد لأن أقتل الأطفال والنساء لوجود شباب فوق العمارات، فواصل تهديدي وواصلت إصراري على رفض ارتكاب مجزرة في العاصمة. والشباب جاؤوا بسلاح المدفعية الصاروخية وهذا سلاحي الرسمي، ويستهدف منطقة وليس هدفا محددا.
وتابع البراني اشكال: بعد أن رفضت إخراج الأسلحة الثقيلة لهدم العمارات تناقشوا في العمليات، ثم طلبني القذافي وسألني عن الموضوع وأخبرته بما حصل، فقال لي “متسمعش كلامهم”، سنُخرج لهم جنودا للتعامل معهم، فأخبرته أنني لا أستطيع إعطاءهم الأوامر وأنا رفضت تنفيذ ما يريدون، وأريد أن أقول لك أني سأتصرف بما يمليه علي الموقف الذي أمامي، وأخبرته أني لا أكذب عليك وأن المعلومات التي كانت تصلك بعضها خاطئة وأريدك أن تتخذ قرارا لحقن دماء أولادك من كل مدن ليبيا، وقلت له إني لن أجعلك نيرون الذي حرق روما وجلس باكيا على أطلالها، ولن أرتكب مجزرة تكون الأكبر في شمال أفريقيا بالعصر الحديث والتاريخ لن يرحمني.
وأضاف أنه قال لسيف الإسلام نفس الكلام الذي قاله لوالده والاثنان ألحا على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين وتنفيذ ما يجب تنفيذه بأقل الخسائر، وهذا غير ممكن بعاصمة فيها 2 مليون شخص، ولا بقوات الدفاع عن طرابلس التي اختفت وأصبحت أنا المدافع عنها.
وشدد البراني اشكال: “حتى لو كان الدفاع عن طرابلس شرف ما أريد نقله، وهو موقف فرض علي وأنا اتخذته واتحمل مسؤوليته أمام التاريخ والليبيين، فأنا لم أعط أوامر بالانسحاب أو الرد ولكن رفضت الأمر، وأصبحت العملية بقليل من المقاومة ووفرت الحماية لكل المرؤسين والناس لأن أي معركة ستكون انتحارا لكل المرؤسين”.
وقال “أنا قمت بواجبي اتجاه حقن الدماء ومن أجل الجميع، القذافي والشباب والمرؤسين، فأنا لم انشق عن النظام بل حقن دماء واصطفاف مع الجميع، ولو اتخذت القرار الآخر ستكون هناك كارثة”.

218: هل كان هناك تنسيق بين قيادات المعارضة واشكال؟

البراني اشكال: لم أتصل بأحد من المعارضة ولا يعقل أن أقوم بهذا التصرف، وكان أناس يطلبون مني الاتصال بالقائد لإيجاد حل للبلاد، وأبلغتهم أنه إذا وصلت المعركة لباب العزيزة يستحيل أن أطلق النار عليهم تجنبا للمجازر، ولن أعطي أوامر لقتل أي مدني أمام منزل القذافي، ولن أكون سببا في تدمير العاصمة، وهدم مساجد ومدارس ومستشفيات، وربما وصلت هذه المعلومات للشباب وأيقنوا أنهم إذا وصلوا باب العزيزية لن يكون هنك مقاومة.

218: بعد دخول الشباب للعاصمة أين ذهب اللواء البراني أشكال وكيف غادرت؟

البراني اشكال: كنت بمكتبي وغادرته بعد آخر مكالمة والمرؤوسون كانوا على علم أنه قد تنقطع الاتصالات وأخبرتهم أنه لو انقطع الاتصال فكل واحد منكم البراني أشكال، وعلى الجميع التصرف حسب الموقف.

218: ماذا كانت أسباب مداخلتك مع قناة ليبيا الأحرار في بداية سبتمبر؟

البراني اشكال: عندما وصلت القوات لمدينة سرت وخشيت على أهلي بالمدينة مع وجود بعض المحطات التي تؤجج الرأي العام بأكاذيب أن هناك اغتصاب، وخشيت وقوع جرائم كبيرة جراء الاحتقان، قررت التحدث بعقلانية مع القبائل والثوار لتجنب القتال بين الأطراف وأخذ وفد من القذاذفة واجتياز سرت دون قتال. وكنت على أمل أن لا تحصل مجازر في سرت ولذلك تكلمت.

218: لماذا لم ترد سريعا على الحديث عنك في وسائل التواصل الاجتماعي؟

البراني اشكال: الحكمة تقول إن الصمت حكمة في زمن الثرثرة، وكلامي هو ملكي حتى أتكلم، وقلت إنه مع الوقت سيعرفون ما حصل ويعقلوا أنه يستحيل إدارة معركة دفاعية بعاصمة فيها 2 مليون، وأن صوت العقل سيهديهم، لكن للأسف كلما طال الصمت زادوا في التطاول، وأرجوا أن يكفوا عن الهجوم علي.

218: ما تعليقك على ورود اسمك في كتاب محمد القشاط؟

البراني اشكال: لا أعرف لماذا تسلّط علي، ولماذا ذكرني 13 مرة بشكل غير صحيح ولم يتواصل معي للتأكد. أنا لا أستغرب الكلام الذي يكتب عني لأنه من جيش إلكتروني وأجزم أنه مخترق من أناس يريدون هدم النسيج الاجتماعي.

218: ماذا ترد على من يقول إنك أصدرت الأوامر للقوات بالانسحاب من البريقة؟

البراني اشكال: كل السلبيات التي يرونها ألصقوها بالبراني أشكال حتى يكون كبش فداء، فالقوات في البريقة كان المعتصم مسؤولا عنها ثم كلف بها ضابط آخر، وهذا الضابط سئل، هل أمرك البراني أشكال بالانسحاب ، أجاب بالنفي القاطع. والكثير من التهم قيلت بحقي وأنا بريء منها جميعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى