حياة

أسماؤنا هي ملامحنا ..

هي ما نراه في  المرآة كل صباح وليس وجوهنا كما دفعت بنا العادة  .. اسماؤنا .. هي ما تجتاز بنا الباب لنتجاوزه للعالم وبعد المصافحة  الأولى يتعمد الآخر أن يقفز فوق كل الكلام (إليها ) ليجعل سؤاله عنها يأتي أولا  ..فيقول.. (ما اسمك ؟) .. ويجعله مفتتحا لحديثه معك  وحجة قوية  (فهو بحاجة لأن يتعمق فينا أكثر فالوجه سطح أما الأسماء فهوية  ) ..
ولأنها هكذا فهي نحن (واختزال كامل لكل خصوصيتنا  كليبيين  ومفتاح الباب الذي يقود لسقيفة هويتنا ومن ثم لصحن  بيوتنا ) 
الأمر يشبه الحروف المتحركة في آخر الأسماء الإيطالية ، و ( السين والشين ) في الأسماء الصينية،  بل الأمر تتبعه إجابات بل سرد ورحيل وحكايات، فمثلا  الكاف والياء في  ( بولونسكي ) تجعلنا نرحل خلف الاسم إلى ( وارسو ) لنعاني معهم ألم البولنديين وهم يقعون ضحية للعبة شطرنج بين هتلر وستالين ..وإن نهاية الاسم  ب (اوف ) في مثل (تشوارزكوف .. غاربتشوف وو) تجعلنا نشعر بقشعريرة البرد بموسكو .
هكذا هي الأسماء ليست مجرد بطاقات هوية  وأرقام  و (صور مكشّرة  لأصحابها رغم الياقات ) بقدر ما هي هوية وانتماء، خصوصية وتاريخ  ، بل الأمر يتعدى ذلك حد أنها لها المقدرة على التحليق بنا بين حروفها وجمع سلال تفيض منها  القصص والحكايات .
نحن الليبيين يشملنا كل هذا، أسماؤنا لها خصوصيتها وعمق هويتها ، ودلالتها التاريخية والجغرافية  ، الأمر لا يحتاج بنا للرحيل بعيدا ، فالثمانينات كانت بداية انحسار فرادتنا بأسمائنا .. فابتعدنا عنها رويدا  ( فيما يعد خسارة كما سقوط السراي ) وكانت بداية  التسعينات  وتحديدا مع  ولوج زمن الفضائيات بداية فقداننا لها لذا كانت (لنا كجيل ) بداية توقنا لها بالتالي  اقتفائنا لإثرها قبل أن تمحوه الريح وعواصف العصر ( ربما كان ما يقودنا هو الحنين لا غير ) .


فـ ( النايرة ..نيسة ..إمباركة ..حلومة ..فطومة ..خدوجة ..أمدللة ..الساكتة ..وذهيبة وفجرة ..وأم السعد أم الخير وغيرها ) .. كلها أسماء ليبية لا يشاركنا فيها أحد ، الأمر ليس تعديا ولا أنانية لكنه يعود بي لحكاية الوجوه فلكل منا وجه ( يقابل بيه ) مهما اقتربت الأوصاف أو تباعدت …فهناك خاصية تشير لأحدهم بالوصف دون الناس ..(كذلك هي اسماؤنا ) و ما أدونه هنا هو بعض الإضاءة الإضافية على الدالة التي تشير إلينا ويعرفنا من خلالها الجميع ، في حين نادرا ما جلسنا لنتمتع ونتمعن في جمال معانيها ، لأن وجوهنا حازت كل ذلك الاهتمام ..
سؤال دائما نتذكره .ولكننا دائما ما نهرب من الإجابة عليه ؟لمَ سميّنا بهذه الأسماء بالذات لما خصنا اهلنا بها ؟؟…هذا السؤال لازمة ..نتقن ترديدها لكننا لا نلقي بالا للإجابة عليه .
ولكي نكون أوضح في الصورة ولا نخرج من ضمن الإطار العام ، وكي لا تتشعب الاسئلة  فنتوه ويفلت السرد الذي نتحكم به لنوتات هذه المادة ، لنبدأ أولا بأسماء الإناث وهنا الأمر غير مقصود بقدر ماجات به الصدفة ، فالذكور اكثر أنفة بل ربما يستفزهم (استحضار أسماؤهم لموائد النقاش والإجابة عنه ) في حين نعلم كلنا أن رومانسية البنات تدفع بهن للسؤال عن تفسير الاحلام ، فما بالك عن  معاني .. أسمائهن ..ثم أن العادة جرت على أن النساء (اولا ) دائما . 
ايضا أنوه لكون هذه القراءة ليست (غاطسة ) بقدر ماهي (سابحة ) فهي مجرد إقتراب صحفي لأجل استدرار ما أمكن من خصوصية حول اسم العلم الليبي والأنثوي مبدئيا كما أشرنا ، خاصة وانه يكاد يفنيه العصر ببدائل لا تمت لهويتنا بصلة  ( لا نرفضها لكن لا نسمح لها باجتثاثنا  من جدورنا )  كذلك لكونها  أسماءنا (نحن) مصدر هويتنا وانتمائنا ولم تغادرنا فنحن( بالذات ) من جيل ما زال يتذوق طعم حلاوتها في فمه ، ويطارد تطورها ضمن خصوصيتها .
ولنبدأ خوضنا هذا  بالأسماء التي لها بعدها الديني مثل (خديجة ..على اسم السيدة خديجة رضي الله عنها …وأيضا عائشة على اسم (عائشة أم المؤمنين  ) فنجد أنها وإن كان الأصل عام  ( ويتداول عربيا وإسلاميا ) لكن  الفروع والمشتقات منها (ضمن جغرافيتنا )  كلها ليبية و بخصوصية محلية وثم توظيفها محليا فنجد ( خدّوج ،خديّج ،خدّوجة ،وعوّاشة ، وعوّيشة ..كذلك الأمر وبنفس السياق مع فطّوم وفطيّم وفطّومة ) والثلاث الأخيرات مشتقات من أسم السيدة فاطمة رضي الله عنها .
(خديجة ) كما جاء في كتب اللغة هو مؤنث (خديج )وهو طفل الناقة والواو في خدّوج  هو دالة محلية..بل يكسب ثقته المحلية أكثر مع  (عوّاشة ومريومة وحلّومة وفطّومة  وغيرها من المتشابهات ) والتي لازمها (الشّد ) في اواسطها ،وهو هنا رسمها المحلي ووسمها بل ونغمها الخاص .
مبروكة ..اسم له إيحاءات صوفية ، وإن كان يسميه غيرنا بالشمال الأفريقي إلا أن اشتقاقاته لنا وحدنا كـ (إمبّاركة وبريكة ) وكثيرا منا يعرف أن  ( مذكر هذا الاسم ..مبروك ..) هو من اشتقاقات البركة والتي نتداولها شفويا  ونحن نتبادل التهاني بالمناسبات . 


و الاسم (مبروكة ) جاء من بروك البعير ،كما في أصل اللغة ، والذي يعني ثباته واستقراره ومنه سميت ( بركة الماء  ) مما جعل اسمنا يتخطى معناه الأول ليصل إلى معان أخرى منها النماء والزيادة.. نقول   ( بارك الله فيك ) بمعنى زادك من خيره ..ومبروك اسم مفعول للبروك وأضيفت تاء التأنيث  للمؤنث .
وإن كان اسم (مبروكة ) نتشارك فيه مع أخوتنا بشمال أفريقيا إلا أن كونه مشاعا عندنا يجعل له عبقه الخاص بنا ، وفي هذا الباب ايضا نَحسب أسماء مثل (عزيزة ..ونفيسة ..وفضة ). 
وعلى ذكر الفضة ..كليبيين نستعمل كثيرا من أسماء المعادن الثمينة   لأسماء البنات فنسمي من أصل الذهب ( ذهبة وذهيبة ) وأيضا (تبرة )من التبر ..وعلى الفضة كما أسلفنا نسمّي (فجرة ) .أما  (نفيسة ) فمن نفاسة المعادن وشدة لمعانها ،وبالمصادفة هو عربي فصيح .
والتصغير في ( ذهيبة وقميرة وعجيلة وعسيلة ) هو مخرج موسيقي آخركـــ( الشدّ ) في المجموعة الأولى ، وهو أيضا له نغم  أقواس مدننا وأبوابها وشبابيكها ( نصف فتحة )  نغم تطرب له الأذن وتستشعر شعبيته 
و( قميرة وقمّرة  وقمر وشمس وشميسة ونجمة ونجيمة ونجمية  )أسماء سماوية كونية ربما لها امتداداتها  للديانات العصور القديمة ( المنتهية )  وعلاقتها بعلوم الفلك حينها ، إلا أن فيها من السمو والرفعة ما يعطي للمرأة الليبية مكانتها وعلو شأنها ومع أن ..شمس وقمر ..مؤنث مجازي إلا أن باقي المشتقات تم تأكيد تأنيثها بالتاء المضافة .


ومن النور والإضاءة وفتيل النور بليالي العائلة الساهرات  سموا بناتهن ( النايرة والضاوية ونورية ) وما تبعها .
وعلى وزن (النايرة ) سمو (الزايرة ) وهو أسم من أيام القوافل، أيام كانت تطول راحتهن  بالواحات فتحدث حالة الولادة أثناء فترة الزيارة والأمر استمر حتى لما بعد زمن القوافل فإن حدث الولادة خارج البيت أو اثناء فترة استضافة يلجئون لذاك الاسم  عرفانا منهم لبيت  مضيفهم أو تأريخا لحدث الولادة وإشارة له ،وهذا ما سنجده لاحقا في  أسماء المناسبات  ..وربما  سموهن  كذلك من باب قولهم القديم (البنت ضيقة في بيت اهلها )  وتفاؤلا بزواجها المبكر ودعاء لها للتعجيل بزواجها .
(في القديم لم يكن حتى الرجل يحظى بفرص للعمل ،فما بالك بحظ له بالتعليم ،فكن البنات أبئس حالا باستعمال هذه المسطرة .. لذا كان زواج البنت فأل خير لأهلها بل حتى باب رزق ..يظل لكل زمن حكمته ، وكل حكمة تقود لطريق ، اختلفنا أم اتفقنا معه فالتاريخ يرصد الحدث في حينه وفي سياقه وليس خارجه أو بعيدا عن ظروفه ).
وعلى ذكر  أسماء المناسبات سموا (ميلودة وعيادة ) وذلك إذا قدمت الوليدة أثناء إحدى هاتين المناسبتين ، أما إن جات الوليدة والأسرة في فترة انشغالها  بموسم النسيج على ( المسداة ) وصنع حاجيات البيت من الأنسجة  فحينها يسمونها ( سدّينة ) ..كم كانوا مميزين في استثمار فعلهم اليومي لصالح سجلات البلدية !! .
أيضا سموا ( النايبة ) وهذا دفع بالوليدة وتشريف لها ، وبمثابة إعلانا لكونها  ستحمل من صفات امها النبيلة  الكثير ، وأنها ستكون في مقامها ورفعتها ذات يوم .. وعادة ما يكون الأب صاحب هذا الاسم فهو ( يعلن محبته واعتزازه بزوجه ) وبتحايل ( يؤجر عليه ) باختياره لهذا الاسم ( لطفلته ) ويهدي لوالدتها من خلاله باقة ورد ورسالة محبة ( في زمن لا ورد فيه ولا كتابة فيه  ) أما لفظ المحبة فلا مكان له إلا في نوادي الشعراء الشعبيين …وهذا استنتاج  يؤخذ منه ويرد عليه ، أكثر منه حقيقة  كاملة ، لكنه بالمجمل لا يخلو من حقيقة لها من الماضي أثره  ومن الحاضر عبقه ونغم  ( لعازف متوحد )  يجلس بين سالفتي بئر  . 
كذلك من أسماء الوجاهة  والتي يختارها الأب مفخرة واعتزاز  بقدوم أبنته  ،وهذا أمر جار من القديم ، ويخص عادة  وجهاء ورؤوس وشيوخ القبائل تسميات مثل (البيّة ..والشريفية.. واللّاهم  ) وهي من أسماء الوجاهة ( للبنت ولأهلها ) وعادة ما يخص هؤلاء الوجهاء  ابنتهم هذه حتى بالمشورة وتقديمها للرأي حتى في مجاميع الرجال ، لكنه أمر خاص وبحدود لا يتم تجاوزها .. كذلك الأمر يخص الرجل الذي يكتمل عقد أولاده ، بقدوم فتاة فيكرمها ويعطيها مكانتها باختيار مثل هذه الأسماء  ليضعها كـ (جوهرة بين عقد الألي ) بل يتعدى الأمر اختيار الاسم  فينالها منه ومن باقي العائلة  نصيبها  الإضافي من العواطف والاهتمام  . 
وللأمر هنا وجه مغاير ومعاكس تماما ..ففي حين يكثر عدد البنات عند احدهم ولا( ولد ) له  يسمي الأخيرة ب (حدّهم ) وواضح أن الاسم مأخوذ من (حدّ) الأرض التي يتشاركونها في المرعى  فاطراف ارض البدوي  .. آخرها .. ويسمونه ( حدّها ) ومنه اشتقوا الاسم ، وهو يتضمن رجاء بل دعاء لله له بمعنى (كفانا  بناتا يا ربي).. فنحن نتمنى عليك الولد .


ومن باب التضرع أيضا ،نجد أن العديد من الأسماء جاءت في بابه وعلى منواله فمثلا  في استشراف قدوم الخير وحين تكون (مواسم الحصاد ) على عتبة  الميلاد ( التاريخ والمناخ يثبت إن أغلب مواسم الحصاد كانت في اغلبها عجافا  )  فتسمى الوليدة تيمننا ودعاء   بــ ( أم السعد وأم الخير وأم العز ) فتكرار النداء يحمل الأسماء صيغة أخرى وهي صيغة التضرع والدعاء بنجاة المواسم من البرد والجراد والآفات ( وأن يكون العام صابة )*.وربما من كل هذا جاء في المستحدث اسم ( رجاء ودعاء واماني ) وغيرها.
ومن أصل" نجاة " سموا بناتهم ( نجِيّة ..وناجّية ..ونجيوة ) ومن "مُنى " ..(مّنى ..ومنيوة ) والأولى تنطق بــ (ألفة ) الألف و تكتب  بدونه ومن أصل "حُواء " سموهن (حوّاء وحويوا ) وتكرار الواو في الثانية  لديمومة صداه في سمع المنادي لتستمر حميميته  وترجع محبته ..
وهكذا دواليك كما في العديد من الأسماء الأخرى ( قس على ذلك فيما تبقى )  نجد أن الأمر بمجمله لا يشكل قطعاً مع اللغة الفصحى بقدر ما يشكل معها  (تقاطعا يعطي للأمر شكل الزخرفة  ) فمثلا ما تفعله إضافة الــ (الياء والألف والواو) مع ما ذكرنا من أمر ( الشدّة ) (وكأنه أمر لعصى ساحر خصتها السماء  بيد نحوي ) وكيف يتم تبادل الأدوار بينهما ( بين الأصول في الفصحى والتصاريف وتخفيف الأحمال عنها في العامية ) وفي جدل واضح وعلني  ..تدور كل فصوله ما بين أصل اللغة وما تفرع منها لصالح اللهجة المحلية الليبية ( الأمر له صيغ وأشكال أخرى في اللهجات الأخرى فالكل يبحث عن وجهه ليجتاز به عتبة الباب)… لكن للهجة الليبية مذاق خاص ،ووقع نغم  لعازف ناي منفرد ووحيد يعطيها من البعيد نغمها وسماتها وتفردها  ،فإضافة لما فات  نجد أيضا  الإبداع  في التصرف بصيغ التصغير المبالغ فيه أحيانا ، بل يصل الأمر إلى حد تصغير التصغير، وهذا ما يؤكد أن الليبيين لم يسعوا لهدم الصلة مع اللغة الأم ،بل أوغلوا فيها غوصا لغرض استخراج ما أمكن من خواصها المنفردة من مكامنها ، والأمر لم يأتي نتيجة جهد مثقف أو علي الأقل مقصودا  ، إنما جاء عفوا وفطرة وهذا ما أضفى على (اللفظ ) المحلى قدرته على إيصال المعني مع خاصية التطور  والمرونة ( الأمر ليس بالمستحدث إذ أنه حتى في القديم كان أغلب علماء اللغة يرحلون للبادية لتعلمها من منابعها واخذها من منابتها واصولها ) *
أما الأسماء ( موضوعنا ) فأكسبها هذا الاجتهاد في الاستنباط  المستمر إلى الأن (فاللهجة كائن متطور بطبعه ) نكهة وحلاوة ومرونة إضافة لوجود الروابط التي فرضتها الضرورات فهي اسم متناغم  مع محيطه وتاريخه وأيضا هو اسم لا تلفظه الأذن ولا ترفضه بل تحّن اليه أن غاب وتطرب له إن حضّر .. وشعبيته التي يجمعنا  بها التاريخ  تجعله بحكم ملكيته (أسم لنا وليس لغيرنا ) ومرجعيته وسنده  لها وقع (الطار)* في نوبة مألوف تطوف الأزقة ومن شرفات البيوت تزغرد الصبايا وينثرن الزهر والعطر على (بسكل )* المنشدين
ـ ( اليف* ..الّف يا سلطاني فالهجران كواني ..اليف ..
باء ..بليت بنظرة ..تاء تيه عني الزهرة   ) 
ويكمل المنشّد تصاريفه  واستعراضه ( المدني هذه المرة ) في استخراج ما ستجد من معاني للحروف وليس للألفاظ  وعلى  وقع ( المحير )* وبحرفيه عالية  تجعل للحرف نفسه  تفسيره ومعناه  وخصوصيته  إلى آخر طالع النوبة .. إذا  فالأمر اجتهاد وإن كان فطريا لكنه ليس بتحصيل حاصل 
وفي عود (للأسماء ) ربما بعض الأسماء تجاوزها الزمن لكن الكثير منها وبحكم أنه خاصيتنا وميزتنا  ( وما حبانا الله به من دون العباد ) ما زال  بإمكاننا تداركه والتصرف فيه بنفس عصى الحاوي وحكمة الأولين فنحن في زمن تأكل فيه الأرقام كل شيء ..حتى بثنا نخاف ان نصحو ذات يوم لنقف أمام المرآة لنجد أننا بجسد لا وجه  فيه.
اخيرا ..هذا مبحث كبير وجلنا فيه كغيمة افتراضية حتى اننا تجاوزنا للتلخيص تناول كل المكون الليبي وكون أهلها هم مزيج خاص (ظللته القرون من فينيقيين وامازيغ ويونانيين وعرب وترك وتبو ومن اصحاب الهجرتين الغربية والشرقية الخ ) يظل الأمر هنا مجرد صورة ل (سطح المكتب ) أي للعرض وليس للطباعة  .. لكنه ليكتمل يظل  بحاجة للبحث الأكاديمي ..للجامعات وللدارسين بل تصل الأماني ..للقول لما لا ؟؟..لما لا يكون لنا قاموس يضم بين دفتيه كل لفظ عامي والبحث فيه عن  تميزنا وعلاقة بلهجتنا من نزول أول قارب فينيقي على الشواطئ الليبية الى يومنا هذا والذهاب في البحث أبعد وأكثر (فالهوية ليست مطلبا الآن بقدر ما صارت ألما نحمله كصخرة سيزيف على اكتافنا ) يكفي للتدليل أن غلب أسماء مدننا  وإن نال بعضها هي الأخرى بعض التصرف اللغوي ( حكم تطور وليس بحكم تغيير )ما زالت إلى الآن  على طبيعتها تحمل اسماها الامازيغية والفينيقية واليونانية ووو    …..السنا نملك وجوها ؟؟ اعتقد أن الأمر على الأقل يستحق أن نتمنى ان نرى هذا بوادر هذا الاجتهاد بشكل مطلب ومشروع حقيقي وليس مجرد عينات منفردة تترك  لا نفع لها ولا دفع واكثر حضا لها ان تجد لها مكتبة تدفن فيها بشكل نهائي وأخير ؟؟!!.

ـ * صابة ..بمعنى الوفرة في الحصاد
ـ * الأصمعي من أهم من أستمد علومه في اللغة من البادية وسيبويه وابن جني وابن عصفور
ـ * الطار ..الة إيقاعية لها خلاخل نحاسية
ـ * بسكل……غطاء رأس طرابلسي اسود اللون يعود لــ ( زمن حكم أسرة القرمائللي الليبية  لليبيا )  وله شنة سوداء طويلة تمتد من وسطه لتنزل على أحد جانبيه .
ـ * المحير ..ايقاع ليبي مميز لنوبة مألوف ..( تقول الاسطورة أنان الجان لا يملك نفسه حين يسمعه فينزل الارض مغشيا عليه )
ـ * اليف ..في طالع نوبة المالوف هي حرف الألف ..بتصرف ( لم يختلف الأمر عن موضوعنا ) يمزجه باللالفة  ثم يستكمل المقطع ..بالعودة لذكر الحرف كما هو بلفظه.

 

زكريا العنقودي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى