العالم

أردوغان “يكذب”.. و”الليرة” تُقاوم الانهيار

218TV|خاص

منذ نحو أسبوعين تُقاوِم السلطات التركية ما يشبه “الانهيار الصامت” لعملة الليرة التركية التي نزفت الكثير من قيمتها في الأيام القليلة الماضية، وسط إجراءات حكومية يقول متعاملون أتراك إنها لم تفعل شيئا، وليست سوى مُسكّن قبل ثلاث أسابيع من انتخابات عامة في تركيا يريد منها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تكريس “زعامته وشعبيته”، وقتل أحلام منافسيه ومعارضيه باللجوء إلى الانتخابات لتهديد فرصه، لكن أردوغان رغم إطلالاته الإعلامية الانتخابية لا يقول الصدق بشأن وضع الليرة التركية.

وفي الأيام الماضية أكد اقتصاديون ورجال أعمال إن العملة التركية ليست بخير، وأنها تتأثر بضغط تراكمي قديم، فيما وصل حد التشاؤم إلى تحذيرات أطلقها خبراء ومحللين لأصحاب الاستثمارات في تركيا بضرورة الاستعداد للأسوأ، ومحاولة التحرك بعيدا عن تركيا، ونقل الاستثمارات لإبعاد شبح “خسائر كارثية” محتملة إذا استمر نزف الليرة التركية.

وفي تركيا العديد من “الأرقام الاقتصادية الكارثية” التي يخفيها أردوغان، فوفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي لعام 2018 فإن العجز في الحساب التجاري التركي يصل إلى 50 مليار دولار أميركي، فيما يشير التقرير الخاص للنقد الدولي أن الديون الحكومية التركية تصل إلى 255 مليار دولار أميركي، وهو ما يُشكّل ضغطا على الناتج المحلي يصل إلى نحو 28%، فيما تتوقع التقديرات أن تسوء الأمور أكثر في المرحلة المقبلة.

وبحسب خبراء في شبكة “بلومبيرغ” الأميركية فإن إجمالي ديون الشركات التركية بالعملات الأجنبية قفز إلى رقم قياسي 328 مليار دولار أميركي، إذ أن انخفاض العملة المحلية سيضع هذه الشركات في “وضع حرج”، فيما سيصبح من الصعب عليها تسديد هذه الديون، علما أن نمو الاقتصاد التركي العالي السابق كان مدعوما بزيادة اقتراض الشركات ومن الصعب جدا الاستمرار في زيادة الاقتراض خاصة مع وجود صعوبات في السداد وفقا لتقرير الشبكة الإخبارية الاقتصادية الأميركية.

سياسية اردوغان الاقتصادية –وفقا لتقارير خبراء ومحللين- مبنية على محاربة رفع أسعار الفائدة، وكان ذلك أحد أسباب انخفاض العملة التركية المستمر خلال السنوات السابقة، فيما تظهر أيضا الآثار السلبية لمحاولة الانقلاب سنة 2016 والتي من أهمها الاعتماد على زيادة الاقتراض للاستمرار في النمو الاقتصادي، علما أن الأتراك حين نزلوا إلى الشوارع وقت عملية الانقلاب العسكري الفاشل كانوا يدافعون عن أحوالهم الاقتصادية، وليس عن نظام أردوغان الذي يُعْتقد أن الانقلاب عليه سيصبح أمراً حيوياً ومطلباً شعبيا إذا استمر نزف الاقتصاد التركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى