العالم

أردوغان لا يتعلم.. يتحرش بترامب لـ”ثاني مرة”

218TV | خاص

رغم “فائض الأوراق” الذي يمتلكه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي أوراق إقليمية نسج خيوطها في ملفي سوريا والعراق، فإنّ الوقائع السياسية تشير إلى أن أردوغان الذي يكرر “التحرش السياسي” بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يتعلم من الدروس السياسية التي تمنحها له نتائج الأزمات التي يفتعلها مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، فيما تأتي صفقته العسكرية لشراء منظومة صواريخ (S-400) التي سيتسلمها الجيش التركي في شهر يوليو المقبل لتُشكّل “اختبار أزمة” جديدة بين أردوغان وترامب.

حاول أردوغان الصيف الماضي “ليَ ذراع ترامب” بموضوع القس الأميركي أندرو برونسون الذي أوقفته السلطات التركية بما قالت إنه اشتباه بـ”عمل استخباري” يُنفّذه برونسون الذي جرى توقيفه لأشهر طويلة، وخضع لمحاكمات قاسية، فيما لجأ ترامب إلى خيار “العقوبات الاقتصادية” حينما شعر أن أردوغان يحاول “مقايضته وابتزازه”، لكن حسابات أردوغان كانت قاصرة، فلم يكن يتوقع أن تُخْضِع العقوبات الأميركية الليرة التركية إلى سلسلة من الضغوطات والانهيارات، والتي أفقدتها في أسابيع قليلة نصف قيمتها، قبل أن يطلب أردوغان من “منصات إقليمية” حليفة لواشنطن “فتح خطوط التفاوض” مع إدارة ترامب.

صفقة خروج القس الأميركي من السجن، وإرساله للولايات المتحدة لا تزال تفاصيلها “طي الكتمان”، ويبدو أن أردوغان وترامب قد حصلا على “نصف ربح”، لكن أردوغان الذي لا يتعلم أضر بـ”الصورة الانطباعية” عن المؤسسة القضائية التركية، وفي أحكامها مستقبلا، إذ أمر بالإفراج عن القس الأميركي في غضون 12 دقيقة فقط بعد الصفقة، وقام أربع من أصل ست شهود هم أساسا ضباط استخبارات من تغيير إفاداتهم في لحظات قليلة، وقبل أقل من 12 ساعة كان القس الأميركي يجلس إلى جانب ترامب في البيت الأبيض.

يُعاوِد أردوغان “تحرشه السياسي” بترامب عبر صفقة الصواريخ الروسية، التي يقول خبراء عسكريين إن “كلفتها الباهظة” ستهزّ الاقتصاد التركي، عدا عن أنه لا حاجة فعلية عسكرية لها، وإذا لم يلتزم “التحذيرات الأميركية” بشأن الصفقة، فإن “عيون الصقور” في إدارة ترامب ستذهب سريعاً إلى “الليرة التركية” باعتبارها “العَصَب الأساسي” لنظام أردوغان، دون أن يُعْرَف ما إذا كان أردوغان قادرا على مقايضة جديدة هذه المرة، أو أن ترامب سيقبل مجددا بـ”نصف ربح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى