العالم

أردوغان-فيدان.. “عض أصابع” صامت مرشح لـ”التفاقم”

218TV|خاص

فرض رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان نفسه داخل الطائرة الرئاسية التي أقلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن يجد الأخير أن “ثعلب الاستخبارات” قد شق طريقه إلى الدوائر الأميركية القوية، وأنه حضر بقوة على طاولة قمة أردوغان مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما أظهرت صورة بثتها وكالة “الأناضول” التركية فيدان وهو “متأهب تماما” لما يقوله أردوغان لترامب، إذ تقول أوساط تركية إن أردوغان وفيدان اتفقا على ما بدا أنه “ربط نزاع”.

“ربط النزاع” بين “السلطان” و”الثعلب” سبقه وقد يتلوه “عض أصابع صامت” ليس معروفا بدقة، ما إذا كان سيقف عند حدود “تحرش الثعلب” بـ”ورقة إقليمية لأردوغان” فُهِم منها أن فيدان لديه العديد من الأوراق التي تستطيع إرباك عمل أردوغان، لكن من دون أن يظهر في الصورة، إذ يريد فيدان كما تشرح أوساط تركية “حصة سياسية” من الهيمنة غير المسبوقة التي أتاحتها التعديلات الدستورية لأردوغان، والتي جعلت منها رئيسا أقرب منه في الشكل لـ”النظام الملكي”، عدا عن أن فيدان يريد تخفيف “القبضة العائلية” لعائلة أردوغان وأصهاره على حزب “العدالة والتنمية”، لكن ليس معروفا بالمقابل، ما إذا كان فيدان يريد “تصويب المشهد التركي”، حالاً أو على دفعات.

يؤدي فيدان في جهاز المخابرات التركي “أشغال شاقة” أعادت أداء الاستخبارات التركية إلى الواجهة، فيما صنعت هذه الأشغال التي لا يزال كثير منها “طي الكتمان” ما يعتبره كثيرون “شعبية استثنائية لأردوغان” داخل تركيا وخارجها، وسط انطباعات بأن أردوغان يستطيع بـ”صلاحياته المطلقة” إقالة فيدان من منصبه، لكن “ثعلب الاستخبارات” لديه العديد من “الملفات والمفاتيح” التي يعكف عليها ويتولاها، وأن أردوغان يرى أن إبعاد فيدان حاليا من شأنه أن يُحْدِث “فجوة عميقة” في السياسة التركية، لكن هناك من يرى أن أردوغان وفي إطار إظهار “صورة الرجل القوي” قد يُقْدِم على “مغامرة طرد فيدان”.

وتأتي “الأزمة الصامتة والمكتومة”، بعد أن أبدى فيدان ميلاً إلى “الخوجا” وهو اللقب الذي يطلقه الأتراك على رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داوود أوغلو الذي قفز من قارب أردوغان، فيما قفز أيضا كل من الرئيس السابق عبدالله غول، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، وسط نية هؤلاء إعلان “أجسام سياسية” يرى كثيرون إنها كفيلة بـ”سحب البساط” من تحت أقدام أردوغان، فيما يسأل “القافزون الثلاثة” عن “موعد قفز” فيدان من قارب أردوغان الذي أصابته “ثقوب كثيرة” في المرحلة الماضية، علما أن فيدان اكتسب “مهارة وخبرة” القفز عندما استقال من رئاسة المخابرات في عام 2015 لشهر واحد قبل أن يُقرّر أردوغان إعادته إلى المنصب ذاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى