اهم الاخبارمقالات مختارة

أردوغان: حرّرنا مطارات ومدناً في ليبيا.. والدور على “سرت النفطية”

محمود علي

بات اعتراف الرئيس التركي بتدخله في ليبيا علناً أمراً معهوداً، لكن هذه المرة ظهر رجب طيب أردوغان مرتدياً ثوب الـ”وصي” على ليبيا ومُدنها وأموالها، عندما تحدث عن مسارات عمليات عسكرية يرعاها في ليبيا وصفها بالـ”تحرير” ونسبها لمرتزقته وجنوده، مُعيداً إلى الأذهان العناوين التي تحدثت مراراً عن “احتلال” تركي لليبيا، واعتُبِرت ضرباً من الخيال.

أردوغان بات يمتلك من الجرأة ما مكّنه من الحديث عن سرت ومحيطها على أنها مدينة مهمة لوجود آبار النفط، معتبراً أن العمليات العسكرية هناك ستكون أكثر سهولة، لولا وجود آبار النفط والغاز التي جعلت العمليات حساسة، في إشارة ضمنية إلى حقيقة أطماعه في ليبيا وأكبر مخاوفه من جانب الخسائر، فلم نرى الرئيس التركي يتحدث عن حساسية العمليات العسكرية في المناطق الحيوية والآهلة بالسكان لكن اقتراب نيران القتال من الحقول النفطية كان التحوّل الذي أخرجه دون تردد عن صمته، أمام مرأى العالم.

وذهب الرئيس التركي بـ”تمدّد أوهامه” إلى أبعد من ذلك، عندما قال “حررنا مدناً ومطارات” في ليبيا، ناسباً تقدمّات الوفاق الأخيرة على الأرض إلى نفسه، وبهذه التصريحات وبـ”النون الدالة على الفاعلين” تحديداً، أعطى أردوغان رسمياً حكومة الوفاق دور “الدمية” بامتياز، وظهر في دور القيادي الفاعل في معسكر الوفاق.

ولعلّ أبرز ما لُوحِظ في خطاباته الأخيرة، تحوّله من أسلوب التبرير إلى المواجهة، فأردوغان الحالم بإعادة أمجاد السلطنة، حمل مرات عدّة شعار “الإرث العثماني” المُهترئ، ودعم الحكومة الشرعية، وحماية الليبيين لتبرير تدخله في ليبيا، لكن يبدو أن مثل هذه اللافتات المُستهلكة لم تعد تقوى على مجاراة واقع مطامع أنقرة الواضحة في ليبيا، بعد أن بات جليا أنها مُستعدّة لـ”حرق الأخضر واليابس” للوصول إلى حقول النفط والغاز، والسيطرة على منطقة الثروات شرق البحر المتوسط المُتنازع عليها منذ عقود.

وحرّر أردوغان الليبيين من “أوهامه” المُتعلقة بدعم الشرعية وحماية الليبيين وإرثه العثماني في بلادهم بعدما صارحهم علناً بخوفه على النفط وطموحه للتنقيب عنه متستّراً باتفاقيته مع الوفاق، التي قدّمت له على طبق من ذهب ما عجز عن نيله لعقود.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى