العالم

أردوغان بـ”ثالثة الانقلاب”: صداع الليرة.. و”صفر أصدقاء”

218TV|خاص

تمر اليوم الاثنين الذكرى الثالثة لمحاولة انقلاب عسكري فاشلة عاش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخامس عشر من يوليو 2016 ليلتها الطويلة والعصيبة، إلى أن مرت ليلته وقتذاك ب”عصيان تركي”، إذ يقارن كثيرون داخل تركيا وخارجها تلك الليلة أوضاع تركيا مقارنة مع وضع تركيا اليوم إذ بات واضحا أن أردوغان بات يعيش “أسوأ أيامه”، فإسطنبول العاصمة الثانية التي قال أردوغان إن من يكسبها يكسب تركيا، وأن من يخسرها بخسر تركيا قد باتت في قبضة المعارضة بعد “هزيمة مذلة” انتخابيا، رغم تحايله على النتيجة الأولى للانتخابات.

ربع مليون تركي

يحلو لأوساط تركية مواكبة للتحولات السياسية الخطرة في ثلاث سنوات فقط أعقبت الانقلاب أن يكشفوا أن أردوغان منذ الانقلاب يضع لا يقل عن ربع مليون فرد تركي بين مَن هم في المعتقلات، ومن هم مفصولين من وظائفهم، وكذلك هؤلاء الذين لا يزالون موضع شك ورقابة من أجهزة أمن تركية للاشتباه بصلتهم بداعية ورجل أعمال تركي يتهمه أردوغان بأنه “خطّط وموّل” الانقلاب قبل ثلاث سنوات، فيما ترفض الولايات المتحدة طلبا لأردوغان بتسليم “صديقه القديم” فتح الله كولن الذي يقيم في مدينة نيوجيرسي الأميركية.

صفر أصدقاء

أردوغان الذي أطلق مسيرته السياسية عام 2001 بنظرية سياسية تقوم على استراتيجية ناوله إياها “المُنظّر الاقتصادي” علي باباجان بشأن حاجة تركيا لـ”صفر خصوم” يجد نفسه اليوم يجابه واقع “صفر أصدقاء”، فالرجل أصبح بلا أصدقاء في حزبه الذي تراخت “قبضته الانتخابية”، إذ أعلن باباجان “انشقاقه” بـ”رحيل مهذب”، عدا عن أن أردوغان قد راكم خصومه حتى في الجوار الجغرافي، فيما بات يستعد لـ”وجبة مؤلمة” من العقوبات الاقتصادية الأميركية بعد عناده على تزويد الجيش التركي بمنظومة صاروخية روسية متطورة ترى فيها واشنطن تهديدا لطائراتها ومنظوماتها العسكرية.

صلاحيات ملك

في ثلاث سنوات تلت الانقلاب الفاشل حوّل أردوغان نفسه إلى “ملك مطلق” بتعديل النظام السياسي، والذي شطب منه دور البرلمان والحكومة، إذ أصبحت له “مهام رئاسية مطلقة”، ولم يعد هناك منصب رئيس الحكومة في تركيا، بل وزحف أردوغان عبر تعديلات دستورية على صلاحيات البرلمان، لكن نتيجة الاستفتاء أظهرت أن نصف الأتراك تقريبا صوّتوا بالرفض للتعديلات الدستورية.

جرس إنذار

وأرسل الأتراك لأردوغان “رفضا ثانيا” في أقل من عام حين دعا إلى انتخابات مبكرة، لوحظ أن نحو 50% من الأتراك لم يُصوّتوا له، قبل أن تأتي خسارته للعاصمة أنقرة وإسطنبول في الانتخابات البلدية لتُشكّل “جرس إنذار” سرعان ما استنفر هذا الجرس “رفاق الأمس: الذين بدؤوا بمساع للقفز من سفينته الحزبية، إذ يتجه الرئيس السابق عبدالله غل، ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو للانشقاق أيضا، وهو صداع جديد لأردوغان في ظل دوامة لا تنتهي من الأزمات التي باتت تحاصره.

انقلاب ثانٍ؟

توازيا، وفي مأزق لا يقل صعوبة عن مآزقه السياسية، يُشكّل فقدان الليرة التركية لنحو نصف قيمتها خلال الأشهر العشرة الماضية، عدا عن تقارير تشاؤمية لمؤسسات مالية موثوقة بوجود أخطار تهدد الاقتصاد التركي، خطرا شديدا على المستقبل السياسي لأردوغان، إذ تقول أوساط تركية إن العصيان الشعبي الذي أفشل به الأتراك انقلابا عسكريا قبل ثلاث سنوات كان سببه الاستقرار الاقتصادي، وليس “شعبية أو محبة” أردوغان، وسط توقعات بأن أردوغان من المرجح أن يدفع ثمنا باهظا في أول انتخابات رئاسية وبرلمانية مقبلة، أو مع أي تكرار قد تقوم به المؤسسة العسكرية لعملية الانقلاب، فدفاتر التاريخ التركية مليئة بقصص انقلاب المؤسسة العسكرية حين يشتد الضغط عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى