أخبار ليبيااهم الاخبار

“أرامل الأحياء”.. مصيبة تفوق “وجع الرحيل”

218TV|خاص

تبكي وتحزن أي إمرأة حول العالم –والمرأة ليست استثناء- إذا فُقِد والدها أو شقيقها أو زوجها أو إبنها، لكن لأن الإنسان خُلِق من نسيان فإن طبيعة أي شخص حول العالم أن تبدأ مصيبته في الفقد كبيرة ثم تبدأ بالصُغْر تدريجيا، حتى يصبح الميت في بال ذويه “مجرد ذكرى” فقط، لكن في ليبيا أمهات وزوجات يعشن “وجع الفَقْد” يوميا، وربما كل ساعة، فمأساة هؤلاء مع الفقد والرحيل تبدو من نوع آخر، وأكثر وجعا وإيلاماً.

لا هو ميت فنُدْخِله إلى خانة النسيان، ولا هو سجين فننتظر موعد خروجه المحدد، ولا هو مصاب لكنه على قيد الحياة فنرجو شفاءه، فمحنة العديد من الأمهات والزوجات في ليبيا هي أن مأساتهن تفوق أي وجع، فشريحة المفقودين أو المُغيّبين قسرا في ليبيا هو “جرح مفتوح”، و “وجع مُتمدّد” لم ينتبه إليه أحد في حقبة البحث عن “المكاسب والمغانم” لمن ابْتُلِيت بهم ليبيا في السنوات الأخيرة على شكل مسؤولين يديرون البلاد والعباد.

أخطر ما تواجههه أمهات وزوجات المفقودين في “الزمن الليبي الرديء” هو عدم وجود معلومات عن أبنائهن أو أزواجهن، بما يدفع الأمهات إلى “المهمة القدرية” المنذورة لها، وهي “الصبر”، على أمل اللقاء بابنها المفقود ذات يوم، لكن هذا الأمل يُجدّد الألم يوميا، فأحدهن تقول إنها لو علمت بوفاة زوجها أب أطفالها لاحتسبته عند الله، ولتفرغت لرعاية أطفالها، مكتفية بحزنها وحزن أطفالها، لكنها تلفت إلى أن الأمل اللواتي تعيشه العديد من النساء هو فعليا بنكهة الألم.

تعقيد اجتماعي أكثر خطورة تعانيه المرأة الليبية بشأن فقدان زوجها، وانتظارها له، فهي تقاوم ضغوط كبيرة اجتماعيا، وضغوطاً من نوع آخر وهي عدم وجود يقين حتى لدى الجهات الرسمية بأن زوجها المفقود قد توفي، وهو ما يخلق أزمة اجتماعية لها تعقيدات كثيرة، وبما يجعل منها “أرملة حي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى