أخبار ليبيااهم الاخبار

إخوان ليبيا: “قمار” سيف وفبراير

218TV | خاص

لم تُفعّل النسخة الليبية من جماعة الإخوان المسلمين “ظهورها” في ثورة فبراير في الأيام العشرين الأولى تقريبا بعد الخامس عشر من فبراير حينما أطلق الليبيون “تحركاً طوعيا” ضد آلة القمع لنظام العقيد معمر القذافي، وحينما قرروا بـ”ملء إرادتهم” وضع حد لأربعة عقود مارس خلالها نظام العقيد أبشع صور الحكم، مجسدا الديكتاتورية في أسوأ أوجهها.

لم يُظهّر “إخوان ليبيا” أي مشاركة لهم في ثورة فبراير، وسط شهادات لا تزال غير منشورة لساسة ثقات قالوا إن قيادات إخوانية في الفرع الليبي فتحت خطوط اتصال “سرية ومتعددة” مع سيف الإسلام القذافي بحثا عن “ديلات سياسية ومالية” مقابل أن يُقرّروا إذا كانوا سيشاركون في ثورة فبراير أم أنهم سيقفون “موقف المُتفرّج” بعد أن يكونوا قد قبضوا الثمن، فيما كانوا أيضا يجرون عملية قياس سريعة لاتجاه “الريح الدولية” التي كانت وقتذاك قد أرسلت رئيس تونس زين الدين العابدين إلى المنفى، وبدأت “تُخلْخِل” نظام حسني مبارك.

على الأرجح فإن النسخة الليبية من جماعة الإخوان المسلمين كانت مستعدة لـ”إدارة ظهرها” للمحتجين والثوار الليبيين لو حصّلوا “المكاسب والمغانم”، وكانوا على استعداد أيضا لأن يركبوا موجة “الربيع الليبي” بسبب قدرتهم العالية على “التنظيم والحشد”، إذ سرعان ما قرروا الانضمام إلى جبهة فبراير بمجرد أن ألقى القذافيان الابن والأب خطابات التلويح ب”قمع الثورة”، إضافة إلى انخراط إخوان تونس ومصر إلى “الربيع العربي”، وهو ما عجّل بانضمام إخوان ليبيا إلى الثورة والسعي لسرقتها، واحتكارها.

واقع الحال أن إخوان ليبيا قد مارسوا “القمار السياسي” مع المشاريع السياسية لسيف الإسلام القذافي الذي كان يمتلك هو الآخر “حلم خلافة أبيه”، وكان يعتقد أنه بوضع الإخوان إلى جانبه فإنه يستطيع تقديم مقاربة مختلفة في حكم ليبيا تُقرّبه لو بالحد الأدنى من شكل الدولة المدنية، فيما كان الإخوان “يغامرون” بمصير ثورة فبراير عبر “استدراج العروض” لتقرير الخطوة التالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى