أخبار ليبيااخترنا لك

أخطر عوامل مهّدت لفبراير.. هل تعرفها؟

218TV|خاص

عوامل كثيرة راكمت مساعي الليبيين إلى إنهاء حكم العقيد معمر القذافي، وهو تجلى بدءا من الخامس عشر من شهر فبراير عام 2011، مرورا بانتفاضة الليبيين يوم السابع عشر من الشهر ذاته، إذ فقد الليبيون الأمل تماما بعد نحو أربعين عاما من سلطة العقيد ونظرياته السياسية، وقراراته الغريبة التي فاقمت معيشة الليبيين، وإحساسهم بأن العالم كله يتطور من حولهم، فيما لا يزال عددا كبيرا من الليبيين يحظون ب”الحد الأدنى” من التطور العالمي.

في السنوات القليلة التي سبقت ثورة فبراير أمكن رصد عدة عوامل، قيل إنها كانت سبباً مباشراً لإطلاق شرارة الثورة في ليبيا ضد نظام سياسي استنفذ وفقد مبررات وجوده في حكم ليبيا، إذ يمكن تلخيص هذه العوامل بعدة مؤشرات وأوضاع كانت قائمة قبل السابع عشر من فبراير:

  • فشل وعدم وضوح مشاريع سياسية في ليبيا لتخفيف الاحتقان السياسي، بما في ذلك مشروع “ليبيا الغد” الذي يتردد أن العقيد القذافي لم يكن مؤمنا به، بل وأوعز لمقربين منه عدم مسايرة مشاريع نجله سيف الإسلام، و “التنغيص” عليه سياسياً، فيما لم يكن المشروع نفسه أكثر من “صفقات” لنقل الحكم من معمر إلى سيف الإسلام ضمن “قشرة سياسية ركيكة” على نظام البطش.
  •  قبضة أمنية واستخبارية خانقة ضد أبسط مساعي ومحاولات التعبير عن الرأي السياسي، أو انتقاد الأوضاع السياسية القائمة.
  • تغييب لافت لعدد كبير من الناشطين، ومحاولات تصفية جسدية لهم خارج ليبيا، إذ ضبطت أجهزة شرطة عدة حول العالم أفرادا ليبيين اعترفوا أنهم يعملون لحساب أجهزة أمنية ليبية كلفتهم تصفية بعض الناشطين الذين يقومون بأعمال يعتبرها نظام القذافي مساسا بنظامه، وتحريضا عليه.
  • الليبيون لا يعرفون شيئا عن ثروتهم السيادية، وأن مبيعات نحو 1.6 مليون برميل نفط كل يوم لم يُعْرف لها أثر طيلة عقود حكم العقيد معمر القذافي، وأن مؤسسات بحثية دولية قالت بوضوح إن ما يُنْفق في الداخل الليبي هو لا يُساوي فعليا 10% من الدخل القومي سنويا.
  • خدمات وبنى تحتية شبه مُنْهارة، فيما بعض شبكات الطرق والصرف الصحي في مدن عدة لا تزال بلا تطوير منذ أيام الاستعمار الإيطالي، رغم أن كلفة إصلاحها في بلد ثري نفطيا وماليا هو أمر سهل.
  • تراجع مستويات ونوعية التعليم في ليبيا إلى حدود غير مسبوقة، إلى درجة خلت معها نشرات دولية وإقليمية متخصصة بقياس مستوى جودة التعليم في المؤسسات التعليمية من إسم أي جامعات ليبية في السنوات الأخيرة قبل ثورة فبراير.
  • عدم وجود قطاع طبي يُقدّم الجودة والرعاية الطبية لليبيين داخل بلدهم بدلا من تحمّل مشاق السفر إلى الخارج، وتحديدا إلى الدول المجاورة، وسط تقارير كشفت أن نظام العقيد القذافي قد موّل بناء مراكز طبية ضخمة في عدة مدن تونسية كان الليبيين يذهبون إلى العلاج فيها، وسط تساؤلات عن سر عدم إنشاء هذه المراكز في الداخل الليبي.
  • فساد واسع النطاق طال كل الإدارات الرسمية، إذ كانت الدائرة الضيقة حول العقيد بما في ذلك الأبناء يتصارعون على سرقة الأموال والاستثمارات، وسط متابعة الليبيين لأخبار وتقارير دولية كانت تشير إلى أن الدائرة المحيطة بالقذافي تقوم بعملية نهب ممنهجة للمال العام، والدخل المالي لليبيا.
  • توريط الليبيين بصراعات وأجندات سياسية تخدم أوهام العقيد بقيادة القارة الأفريقية والعالم، وهي أوهام كلفت الليبيين مليارات الدولارات التي كانت تُصْرف على شكل هبات وتمويل صراعات داخلية أفريقية، وتنفيذ عمليات انتقامية ضد خصوم سياسيين للعقيد في دول أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى