أخبار ليبيااهم الاخبار

“أحوال تركية”: متحف اللوفر يستعرض روائع الآثار السورية والليبية المسروقة

سلّطت صحيفة “أحوال تركية”، الضوء على ملف تهريب الآثار من ليبيا وسوريا، وعن المخاطر المترتبة عن هذا النشاط الذي تضاعف في السنوات الماضية.

وأوضحت الصحيفة، “لعبت تركيا دوراً بارزاً في تسهيل تجارة الآثار غير المشروعة في سوريا منذ العام 2011، وفي ليبيا منذ العام 2018. واعتقلت المخابرات التركية ضباطاً أتراك نهاية العام الماضي بتهمة المُشاركة في تهريب الآثار السورية والتربّح من بيعها، في إجراء هو الأول من نوعه رغم وجود حالات سابقة كثيرة”.

ووصفت “أحوال تركية”، أن تركيا تحوّلت خلال السنوات الأخيرة بسوق تصريف للذهب والآثار السورية التي تمّ العثور عليها عبر مئات ورش التنقيب ضمن مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم داعش والفصائل الجهادية الأخرى.

وأشار تقرير الصحيفة، الذي كان عنوانه ” متحف اللوفر يستعرض روائع الآثار السورية والليبية المسروقة”، إلى أن الضباط الأتراك مازالوا “يدفعون أسعاراً جيدة في المقتنيات الأثرية، تتناسب مع طموح الباحثين والمنقبين عنها. لكن وفي ظلّ ضغوط دولية، صادرت الشرطة التركية على مدى الأعوام السابقة أكثر من 28500 قطعة أثرية قديمة تنتمي لعدد من حضارات الشرق الأوسط”.

وأضافت “أحوال تركية”، في سياق تقريرها عن تهريب وسرقة الآثار، “تبرز حفنة من التماثيل النصفية والنقوش البارزة من الشرق الأوسط، خصوصا سوريا وليبيا، في جناح التحف في متحف اللوفر، وتثير أربع منحوتات أثرية لملكة العالم السفلي الإلهة بيرسيفوني المغطاة بحجابها الرخامي اهتمام الزوار وفضولهم”.

وتابع التقرير “وعُرضت على الجدار خلف هذه التماثيل النصفية التي ضبطت عام 2012 في مطار رواسي الباريسي صورة من الجو لمقبرة قورينا، إحدى أكبر المدن الأثرية في شمال إفريقيا. ويُرجح أن التماثيل كانت تعلو آثار هذه المقابر في شرق ليبيا منذ أكثر من 2000 عام قبل أن يقتلعها من مكانها جشع المهربين”.

ووصف أمين المتحف لودوفيك لوجييه في تصريح لوكالة فرانس برس أن عرض مثل هذه القطع “سابقة”، بالمهمة في فرنسا.

وكان قضاة التحقيق الذي يواصلون تحقيقاتهم للتوصل إلى كشف هوية الشبكات التي نهبت هذه القطع، أذنوا بعرضها بموجب قانون صدر عام 2016 بتعديل قانون الآثار.

ورأى لوجييه أن توعية عامّة الناس تتيح مواجهة هذه المشكلة إذ تتيح “الرهان على الحدّ من الطلب”.

وشرح أمين المتحف لودوفيك لوجييه، “كلما زاد الشك لدى الناس وحرصوا على التحقق من المصدر، قل الطلب على التحف المسروقة وبالتالي قلّ العرض”.

من جهته، شدّد عالم الآثار المتخصص في الشرق الكلاسيكي فنسان ميشال الناشط في مجال مكافحة التهريب، على ضرورة “عرض هذه القطع لجعلها غير قابلة للبيع، تماماً كما هي لوحة الموناليزا غير قابلة للبيع لأن الجميع يعرفها”.

ولاحظ ميشال الذي يتولى رئاسة البعثة الأثرية الفرنسية في ليبيا، وفقا لـ”أحوال تركية”، أن “من السهل التعرف” على تماثيل بيرسيفوني النصفية المعروضة. وأنتج الآلاف من هذه التماثيل الجنائزية بين القرنين السادس والأول قبل الميلاد، فقط في قورينا ومحيطها. ويشكل رخامها الذي يتخلله لون مائل إلى الأحمر إحدى خصائص “الأرض الحمراء” أو “تيرا روسا” في المنطقة.

وأشار تقرير “أحوال تركية”، إلى زوار المعرض بإمكانهم، مسح رموز الاستجابة السريعة المنتشرة على الجدران للاطلاع على مختلف “القوائم الحمراء”، كتلك التي أعدّها الانتربول أو المجلس الدولي للمتاحف وتضم جردة بالقطع أو فئات الآثار الأكثر استقطاباً للمهرّبين.

ولكنّ تتبع تاريخ القطع الأثرية غالباً ما يكون أكثر صعوبة، كما تشهد على ذلك لوحتان رخاميتان تحملان نقوشاً بارزة معروضتان أيضاً في اللوفر.

وهاتان القطعتان اللتان نُقشت عليهما صلبان مسيحية وكروم متشابكة، يُحتمل أن يكون مصدرهما سوريا، لكنّ عمليات التهريب جعلتهما “صامتتين”، على قول لوجييه الذي لاحظ أن من المستحيل تحديد تاريخها أو سياقها الزمني بدقة.

وأضافت “أحوال تركية”، “ضُبطت هاتان القطعتان عام 2016 في مطار رواسي، بعدما كانتا سجلتا في لبنان على أنهما من مستلزمات “زينة الحدائق” ومرسلتان إلى تايلاند. ويشكّل ذلك نموذجاً على مدى تعقيد حركة التهريب المعولمة التي يتولى جهازان في فرنسا ملاحقتها، هما الجمارك والمكتب المركزي لمكافحة تهريب القطع الثقافية.

وأكدت نائبة مدير الجمارك للشؤون القانونية ومكافحة الغش كورين كليوسترات إن “التحقيقات قد تطول” قبل إعادة البضائع إلى بلدها الأصلي، لأن هذه التحقيقات تستلزم “اللجوء إلى التعاون الدولي”، وغالباً ما تشمل “سلسلة من الوسطاء المتعددين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى