أخبار ليبيااهم الاخبار

أبو ختالة من قنفودة إلى فرجينيا.. قصة 13 يوما

218TV.net خاص
محمد العجمي

فتح السجين عينيه على حجرة بمساحة مترين ونصف في متر، لكنه لم يكن يدرك أنه على سفينة في عرض البحر، الحجرة شبه خالية من اﻷثاث، مربوطة بممر يؤدي إلى مرحاض، ومفصولة بحاجز خشبي عازل للصوت لطمس اﻷصوات القادمة من السفينة.
كان أحد أخطر اﻹرهابيين في بنغازي، فقد كان أحد قيادات تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي، ويواجه اتهامات بتدبير الهجوم على السفارة اﻷمريكية في المدينة في سبتمبر من عام 2012، كان ذلك السجين الذي أزيل الغطاء عن عينيه هو أحمد أبو ختالة، الذي قبضت عليه قوة من ضباط أميركيين في ضواحي بنغازي شهر يونيو من عام 2014. ماهي عاصمة البرتغال؟
صحيفة واشنطن بوست اﻷمريكية كشفت عن تفاصيل 13 يوماً قضاها “المتهم” على سفينة “يو إس إس نيويورك” قبل نقله إلى سجن في مدينة “اﻹسكندرية بوﻻية فرجينيا” اﻷمريكية، والذي ظل محتجزاً فيه منذ ذلك الوقت، مواجها 18 تهمة تتعلق بالتآمر لتنفيذ عمليات إرهابية، وتدبيره للهجوم الذي أودى بحياة السفير اﻷمريكي كريس ستيفنز وثلاثة موظفين في السفارة اﻷمريكية في بنغازي.
وورد عن عملاء الاف بي آي أن فريقا مكونا من 8 أفراد توجهوا للقبض على أبو ختالة في ضواحي بنغازي حسبما ذكرت الصحيفة، وجاء القبض على أبو ختالة في فجر 16 يونيو من عام 2014 – في الوقت الذي كان يشارك فيه إلى جانب مجموعات مسلحة متطرفة في قتال الجيش الوطني – ليصل إلى السفينة اﻷمريكية على تمام 4:19 ويبدأ التحقيق معه خلال 4 أربع دقائق من وصوله.
لم تنقل واشنطن بوست عن المحققين كيفية نقل أبو ختالة من حين القبض عليه إلى الساحل، لكن ذكرت أن قوارب صغيرة صممت خصيصاً للعملية نقلته رفقة الفريق المكلف باعتقاله إلى السفينة، وأضاف التقرير أن رافعة نقلت المتهم من القارب إلى السفينة وهو مقيد، مغمض العينين، ويلبس غطاء على أذنيه ﻹخفاء أي صوت محيط به.
بوصلة مرسومة باليد على الجدار لتحديد الصلاة، ملابس السجن البرتقالية، بطانية، ومصحف استلمها أبو ختالة بعد أن عرض عليه المحققون نسخاً من حقوقه حسب اتفاقية جنيف باللغتين العربية والإنجليزية، وبعد أن عاينه طبيب عسكري، وقد كان مصابا بجرح صغير قرب عينه اليمنى، فيما يبدو أثر كدمة على عينه اليسرى نتجت عن مقاومته العسكريين الذي اعتقلوه.
ويقول الرقيب ديلان بيترسون إنه كان يحرس أبو ختالة حراس بزي مموه لم تعلق عليه أسماءهم – كما يقتضي العرف اﻷمريكي للباس الحراس – وقالوا له إنه يمكن أن يناديهم لطلب شيئين “المياه” أو “الحمام”.
كانت عينا المتهم يتم تغطيتهما عند أي حركة، حتى إلى الحمام أو إلى أي غرفة مجاورة، لذا لم يستطع التعرف على أوجه الجنود الذين يقومون بحراسته، بينما كانت اﻷضواء مشعلة طوال الوقت في غرفته، التي كانت أيضا مراقبة بكاميرات على مدار الساعة لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي اﻷمريكي قال إنه لم يتم تسجيل فيديو من هذه الكاميرات.

استمرت جلسات التحقيق اﻷولى لمدى 26 ساعة مقسمة على أيام ثلاثة، قام بالتحقيق فيها فريق رفيع من محققين تابعين للجيش واﻻستخبارات اﻷمريكية وضباط فيدراليين، ولم تعلن السلطات اﻷمريكية عن تفاصيل التحقيق، بل نوقشت في جلسة مغلقة في المحكمة.
مع اقتراب السفينة من الشواطيء الأمريكية غادر فريق الاستخبارات ليحل محله فريق جديد من الضباط الفيدراليين، ذكرت الصحيفة على لسان المسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالي برايان بارمان أن الفريقين لم يلتقيا كي لا يتم التأثير المتبادل على عملهما.
لمدة يومين لم يتعرض أبو ختالة لتحقيقات، بحسب شهادة قائد عملاء الإف بي آي في بنغازي مايكل كلارك، وتحسنت ظروف معيشته، ليتم تسليمه فراشاً، وسادة، سجادة صلاة، وأدوات للكتابة، صار المتهم يتناول ثلاث وجبات بدلا من اثنتين، وسمح له بالاستحمام واستلم ملابس رياضية كذلك، كما تلقى ساعة لمعرفة مواقيت الصلاة حسب طلبه، وسترة بعد قوله إنه يشعر بالبرد.
استمرت التحقيقات بعد ذلك لمدة 28 ساعة مقسمة على فترات أقصر من سابقتها، ليتم إخبار أبو ختالة رسمياً في يومه الثاني عشر على السفينة بالتهم الموجهة إليه، ويتحدث ضابط الإف بي آي مايكل كلارك عن حوار قصير جرى مع المتهم:
أبو ختالة: ما هي تهمة التآمر؟ هل هي قانون غربي؟
كلارك: نعم، هو قانون الولايات المتحدة، قانون غربي.
أبو ختالة: هذا ليس عدلاً.
وتنظر محكمة في قانونية التحقيقات التي جرت خلال الأيام التي قضاها أبو ختالة في السفينة، خصوصا في عدم توفر محامٍ معه، وذلك قبل محاكمته حول التهم التي تواجهه والتي يفترض أن تجري في سبتمبر المقبل.
ووفقاً لتقرير واشنطن بوست فقد نقلت على لسان كلارك أن أبو ختالة تعرف في الصور التي عرضت عليه على 70 من 120 شخصا كان المحققون قد توصلوا إليهم خلال تحقيقهم بالهجوم على السفارة.
قطعت السفينة البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ليفتح قائد كتيبة أبو عبيدة الجراح والقيادي بأنصار الشريعة عينيه على السواحل الأمريكية، ويكتب في سجلات السفينة في اليوم الثالث عشر أن “المعتقل غادر المنشأة” عند الساعة 3:30 من فجر الثامن والعشرين من يونيو.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى