اخترنا لكاهم الاخبار

ورشفانة في مرمى “نيران مجهولة”

اختلطت الأوراق مؤخرا، بعد أن أعلنت قوات مسلحة قِيل إن آمر المنطقة الغربية اللواء أسامة الجويلي يقودها، الدخول إلى منطقة ورشفانة، لمواجهة الجريمة في المنطقة حسب تعبيرهم، وتأمين الطريق.

وهذه الأوراق، أصبحت أكثر تعقيدا بعد أن كشف مصدر خاص، إن الهجوم على منطقة ورشفانة، يهدف إلى إرباك المشهد السياسي، وخصوصا فيما يتعلق بمستقبل الحوار، واقتراب شهر ديسمبر الذي يعتبره البعض النهاية القانونية للمجلس الرئاسي.

وهو الأمر الذي حاولت قناة 218، تتبع تفاصيله، وما مدى حقيقة الحرب على ورشفانة، وإبراز السؤال الأكثر حضورا، لدى الشارع في ليبيا، وهو إذا كان اللواء أسامة الجويلي، الذي قام المجلس الرئاسي بترقيته وأصدر قرارا بعدها بأن يُصبح الجويلي آمرا عسكريا للمنطقة الغربية، لماذا لم يكشف المجلس الرئاسي تفاصيل هذه التحركات، وكيف لآمر عسكري يأتمر للمجلس الرئاسي، أن يتحرك دون أوامر من الجهة التي يتبعها؟

ورشفانة

ولأن الأسئلة تحضر فُرادى، وتتكاثر مع كل لحظة هذه الأيام، التي تشهد حالة إرباك في كل ليبيا والمنطقة الغربية على وجه الخصوص، يتوقف بعضها عند استدعاء الصور التي نُشرت قبل يومين، لأرتال عسكرية من مدينة الزنتان متجهة إلى مشارف منطقة ورشفانة، والتمعّن فيها، تُظهر أن التحالفات السابقة التي دخلت في حروب سابقة مع وضد، وكانت أبرزها “فجر ليبيا” تغيّرت بنسبة كبيرة، وتشير إلى أن “اللواء الجويلي” الذي يقود هذه القوة العسكرية، لم تشارك فيها كل مدينة الزنتان، بل إن هناك من يُعارض بشدة هذه التحركات، ويُطالب بأن تنتهي الأزمة بعيدا عن الحروب والدخول في مراحل، قد تُعيد المنطقة وليبيا إلى المربع الأول، وتُنهي كل المساعي الرامية للاستقرار.

وعلى الجانب الميداني، تعرّض مقر اللواء الرابع في منطقة ورشفانة، إلى بعض الأضرار نتيجة للقصف الذي طاله، وأدى إلى مقتل أحد مواطني المنطقة وإصابة آخرين بجروح.

وليس ببعيد عن هذا كله، خرجت مظاهرات بمنطقة ورشفانة، تُندد بهذا التحرك العسكري الذي يستهدف منطقتهم، وذكرت مصادر إن اللواء عمر تنتوش قد يكون على رأس الكتائب المسلحة من داخل ورشفانة، لصدّ الهجوم على المنطقة.

ورشفانة

وفي سياق متصل، كانت آخر محاولة لمنع حرب بمنطقة ورشفانة، في أغسطس من العام 2014، برعاية المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، الذين حاولوا إصلاح ما قامت به بعض الجماعات المسلحة التي تنتهج الخطف والقتل، وتسليمهم للسلطات القانونية، إلا أن هذه المحاولة لم تنجح بسبب عدم اتفاق بعض الأطراف حينها على بعض البنود، ما أدى بعدها إلى دعوة قادة الكتائب المسلحة في مدينة الزاوية إلى تجمّع كبير، حضرته عدة سرايا وكتائب من الزاوية وجادو وككلة وصبراته وزوارة وغريان، وهو ما نتج بعدها من دخول إلى منطقة ورشفانة، باسم عملية “فجر ليبيا”.

وخلّفت حرب “فجر ليبيا” في ذات العام، قُرابة 297 ألف نازح، منهم 3000 نازح من طرابلس منذ اجتياحها، ونددت منظمة العفو الدولية وقتها بالهجوم على منطقة ورشفانة، وطالبت الجهات الرسمية بمعاقبة من تسبب في إلحاق الضرر بالمدنيين، وضرورة إنهاء مبدأ الحروب في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى