أخبار ليبياخاص 218

مؤتمر باريس.. تفاهمات حاسمة أم إخفاق مُكرّر للمبادرات الدولية؟

ساعات قليلة تفصل الليبيين عن انعقاد مؤتمر باريس حول ليبيا، والذي دعا له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحت عنوان التحضير للاستحقاق الانتخابي الليبي، والعمل على تنفيذ خطة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

مؤتمرُ باريس هو واحد من سلسلة مؤتمرات عرفها الليبيون منذ سقوط النظام السابق، وتحت مسميات عدة، أثمر بعضها عن ظهور تحالفات وقوى سياسية جديدة في البلاد، فيما مرّ البعض الآخر منها مرور الكرام دون أي نتائج تُذكر. وسنستعرض في هذا المقال أبرز المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية التي عُقدت حول ليبيا في السنوات العشر الأخيرة.

حوار جنيف: في 15 يناير 2015

وهي سلسلة محادثات سلام بين أطراف الأزمة الليبية، تم عقدها في مقرّ الأمم المتحدة بجنيف، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، واتفّق المشاركون بعد نقاش مستفيض بها على جدول أعمال يتضمن الوصول إلى اتفاق سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية اللازمة لإنهاء القتال وتأمين الانسحاب المرحلي للمجموعات المسلحة من كافة المدن الليبية، للسماح للدولة لبسط سلطتها على المرافق الحيوية في البلاد.

لقاء الصخيرات: مارس – ديسمبر 2015

انطلقت أولى جولاته في مارس 2015، وانتهت في ديسمبر من العام نفسه، ونتج عنه اتفاق شمل أطراف الصراع في ليبيا، وتم توقيعه تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات في المغرب بتاريخ 17 ديسمبر 2015، وبإشراف المبعوث الأممي مارتن كوبلر.

وقّع على هذا الاتفاق 22 برلمانياً ليبياً على رأسهم صالح محمد المخزوم ممثلاً للمؤتمر الوطني العام الجديد، ومحمد علي شعيب ممثلاً لمجلس النواب الليبي. وقد انبثقت عن هذا الاتفاق فيما بعد حكومة الوفاق.

اتفاق باريس: 25 يوليو 2017

وهو لقاء مصالحة بين طرفي النزاع آنذاك، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والمشير خليفة حفتر. حيث جرى الاتفاق برعاية فرنسية، وتضمّن عشر نقاط أهمها التركيز على بدء عملية سياسية في ليبيا، يسبقها وقف لإطلاق النار، كما اتفق الطرفان على إجراء انتخابات في ربيع 2018، وجاء في مسودة الاتفاق، أن الحل السياسي هو وحده الكفيل بحل الأزمة، وأن اتفاق الصخيرات الذي تم التوصل إليه عام 2015 في المغرب، بدعم من الأمم المتحدة هو الأساس للعملية السياسية.

مؤتمر باريس: 29 مايو 2018

عُقد في مايو 2018 بحضور الأطراف المتنازعة، وممثلين عن 20 دولة، وانتهى باتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية العام.

وتعهّد القادة الليبيون المشاركون بتنفيذ تلك الالتزامات. وحُدد موعد إجراء الانتخابات آنذاك في العاشر من ديسمبر 2018

مؤتمر باليرمو: في 12-13 نوفمبر 2018

عُقد في مدينة باليرمو جنوب إيطاليا، لمناقشة الأزمة في ليبيا ومحاولة الخروج باتفاقات تتعلق بالأمن والعملية السياسية في البلاد، ووصفه المراقبون بأنه “نصف فشل.. ونصف نجاح”، حيث لم يخرج المؤتمر بأية نتائج واضحة، عدا عن انسحاب عدد من القوى المشاركة في المؤتمر الذي حضرته وفود من 38 دولة وممثلون عن الأطراف الليبية المُتصارعة.

مؤتمر برلين في 19 يناير 2020

وعُقد بدعوة من المستشارة أنجيلا ميركل، وجمع حكومات 12 دولة، وممثلين عن الأمم المتحدة، بمن في ذلك الأمين العام وممثله الخاص في ليبيا، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية.

وانتهى المؤتمر بدعم خطة المسارات الثلاثة التي طرحتها البعثة الأممية في ليبيا، والتي تضمّنت خطة عمل على الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية.

مؤتمر برلين 2

كان الهدف الرئيسي من المؤتمر هو إنهاء التدخل الخارجي في الصراع الليبي والذي تمثّل في توريد أسلحة ومرتزقة إلى ليبيا، وصرّح وزير الخارجية الألماني “هايكو ماس” قبل بدء المؤتمر أن “الأطراف الذين تعهدوا خلال اجتماع برلين الأخير (المؤتمر السابق) سحب قواتهم لم يفُوا بوعدهم”، في إشارة مبطنة إلى روسيا الممثلة في برلين بنائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، وتركيا.

وأوضح البيان الختامي للمؤتمر أن “جميع القوات الأجنبية والمرتزقة يجب أن تنحسب من ليبيا بدون تأخير”. لكن البيان الختامي أوضح أن تركيا، إحدى الدول المتواجدة عسكرياً في ليبيا، عبّرت عن “تحفظ” حول هذا الموضوع بدون توضيحات أخرى.

مؤتمر باريس المقرر في 12 نوفمبر

دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإعطاء دفعٍ أخير لانتخابات 24 ديسمبر التي تبقى موضع شك، في ظل تجدد التوتر بين الأطراف الليبية المتنافسة.

ومن المتوقع أن يؤطّر المؤتمر في بيانه الختامي العملية الانتخابية في ليبيا، في محاولة لإنهاء الخلافات العالقة والتي تتركز بأغلبها حول بعض مواد القانون الانتخابي المتعلقة بشروط الترشح لمنصب الرئاسة الليبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى