أخبار ليبياخاص 218

ليبيا والأوبئة الفتّاكة.. المرض الذي أفرغ طرابلس من أهلها

يعيش العالم خلال هذه الفترة على وقع فيروس كورونا الذي بدأ في الصين وبدأ ينتشر رويدًا رويدًا إلى بعض دول العالم، وقد أودى بحياة أكثر من ألف شخص حتى الآن مع عشرات الآلاف من المصابين لا سيما في الصين.

وقد اتخذت ليبيا التدابير اللازمة من أجل مواجهة هذا الفيروس في حال وصل إلى البلاد.

وعلى الرغم من أن موقع ليبيا الجغرافي يجعلها أقل عرضة للأوبئة العالمية، إذ يفصلها البحر عن أوروبا والصحراء عن إفريقيا، إلا أنها تعرضت للعديد من الأوبئة على مر التاريخ مثل الطاعون، الجدري، الكوليرا والتهاب السحايا وغيرها.

وتحدثت ألمس توللي شقيقة القنصل الإنجليزي في طرابلس في كتابها (عشر سنوات في بلاط طرابلس) عن الوباء المجهول الذي ضرب البلاد عام 1785 وقضى على ربع سكان طرابلس الذي بلغ في ذلك الوقت 14 ألف نسمة، حيث كانت الجثث ملقاة في الشوارع.

كما تقول توللي في كتابها إنه من كثرة الموتى لم تعد تقام صلاة الجنازة، ولم يتراجع ويختفي هذا الوباء إلا في صيف عام 1786 وكانت المدينة خاوية من السكان فالمعظم هاجر ورحل.

كما تعرضت ليبيا لمرض الطاعون عدة مرات، أشدها كان في أعوام 1858 و1913 و1922 وتم تشخيص عدة حالات في الأعوام الأخيرة، ومن أهم أسباب انتشاره بواخر الحجاج، وجنود الحبشة القادمين إلى ليبيا في بداية الغزو الإيطالي، والجهل بأسباب المرض وطرق انتقاله وعلاجه.

كما يعد الجدري من أخطر الأمراض التي ضربت ليبيا والعالم أجمع، وقد وجد هذا المرض على وجه مومياء الفراعنة ممثلاً بالملك رمسيس الأمر الذي يدل على أنه مرض قديم، ويقول الدكتور الليبي عبدالكريم أبو شويرب إن القنصل الليبي قاسم آغا ألقى محاضرة على أطباء في عام 1720 حول التطعيم في طرابلس ضد الجدري وهو ما يطبق حاليًا على الأطفال ويحميهم من الإصابة بالمرض يمنحهم المناعة ضده مدى الحياة.

أما الملاريا فكانت من الأمراض التي وصلت إلى ليبيا مع بداية الغزو الإيطالي، والذي انتشر بين الرجال والأطفال وعدد قليل من النساء، ويقول طبيب إيطالي إن قلة إصابة النساء بالملاريا يعود إلى العطر الذي يستخدموه الذي يؤدي إلى ابتعاد البعوض عنهن، وقد وصلت نسبة المصابين في تاورغاء الليبية إلى 62% من سكانها في عام 1932.

وضرب التراكوما أكثر من 70% من أطفال ليبيا في أوائل القرن الماضي، وهو من أهم أسباب فقدان البصر، ويأتي نتيجة للحرارة الحالية والذباب وقلة النظافة، وقلة الماء.

وهناك أمراض وأوبئة أخرى مثل الحمى المالطية، البلهارسيا، التيفوس، الدرن أو السل، والزهري أيضًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى