العالم

لبنان.. مفاجآت بالجملة حملتها الانتخابات البرلمانية

أفرزت النتائج النهائية للانتخابات اللبنانية خارطة برلمانية جديدة ، من المرجح أن تفرض واقعا مختلفا سترتسم ملامحه بقوة خلال الأيام القادمة، إذ خسر حزب الله المدعوم من إيران، وحلفاؤه الأكثرية في البرلمان الجديد، بحصولهم على 62 مقعدًا من أصل 128 في البرلمان، في تراجع عن الأغلبية التي حققوها في انتخابات 2018 بحصولهم على 71 مقعدًا.

عكست الانتخابات التي تعد الأولى منذ الانهيار الاقتصادي المدمر في لبنان، وانفجار مرفأ بيروت في عام 2020، الغضب الشعبي من النخبة الحاكمة في لبنان، فقد خسرت أسماء بارزة مقاعدها، فيما كان اللافت حصول مرشحين إصلاحيين جدد على 12 مقعدًا، وهو ما يمثل تطورًا كبيرًا مفاجئًا في نظام لطالما هيمنت عليه جماعات وأحزاب بعينها.

حقق معارضو حزب الله مكاسب كبيرة، إذ فاز حزب القوات اللبنانية بـ 19 مقعدًا، ارتفاعًا من 15 مقعدًا حصل عليها في الانتخابات الماضية، بينما احتفظ التيار الوطني الحر الحليف الأقوى لحزب الله بـ 18 مقعدًا، وقد دعا رئيسه جبران باسيل في مؤتمر صحفي الأعضاء الجدد إلى العمل مع حزبه، منوهًا بأن الانقسام زاد داخل البرلمان، وذلك ربما يجعل عملية التشريع وتشكيل الأغلبية صعبة.

وحذر مراقبون من أن النتائج التي أفضت إلى برلمان منقسم لعدة معسكرات، لا يتمتع أي منها بأغلبية مطلقة، تزيد من احتمالات الشلل السياسي، والتوتر الذي قد يؤخر الإصلاحات، رغم الحاجة الملحة إليها لإخراج لبنان من الانهيار الاقتصادي.

ومن المرجح أن تدخل المجموعات داخل “البرلمان المستقطب” في نزاعات عند انتخاب رئيس البرلمان، وتسمية رئيس الوزراء المقبل، والتصويت على اختيار رئيس للجمهورية في وقت لاحق من العام الحالي.

وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الإسراع بتشكيل حكومة شاملة من أجل تحقيق الاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى