حياة

شعب “الهونزا”.. عُمْر طويل وسعادة كبيرة. اقرأ

نسمع في الأساطير عن شعوب يُعمِّر أبناؤها طويلا، لأسباب لا يمكن تصديق بعضها، أما في الواقع فهذا يبدو غريبا، لكن شعب “الهونزا” ليس أسطورة، بل هم قومٌ يعيشون شمال “باكستان” في وادٍ بعيدٍ كل البعد عن المدنية والحضارة، يُطلَق عليه اسم “وادي الخالدين”، يعيش قاطنوه من أبناء “الهونزا” الذين يتجاوز تعدادهم الثلاثين ألفاً، حياةً استثنائية، إذ تحكمهم قوانينهم الخاصة، ببساطتها وخلوها من التعقيدات، فما هو سر صحتهم الجيدة وقاماتهم الفارعة وابتساماتهم الدائمة، وقبل كل ذلك، ما سرّ أعمارهم المديدة السعيدة، في بيئة تفتقر لأبسط مقومات المدنية الحديثة؟

تتميز أيام “الهونزا” بساعات العمل الطويلة والشاقة، والمشي لمسافات طويلة في جبال قاسية شديدة الانحدار، وهم يعشقون العلم أيضا والتأمل، لذلك نجدهم يصمتون كثيرا وينامون باكرا، ولا حاجة لهم للكهرباء،  أو الإنارة بواسطة الغاز أو الزيوت، أي باختصار لم تَغزُ التكنولوجيا حياتهم، ومع ذلك فهم يتمتعون بصحة جيدة حتى عمر 130 عاما، وبعضهم يعيش حتى 145، ونساؤهم يلدن حتى في سن الخامسة والستين، ورجالهم يصبحون آباء في التسعين من أعمارهم، فبلوغ المائة عندهم شيء بديهي، ومع كل هذا، يصنفهم بعض الباحثين كأكثر الشعوب رفاهية في العالم.

شعب الهونزا

فماذا يأكل هؤلاء ليحافظوا على كنز الحياة الثمين وهو الصحة؟

أولا هم لا يأكلون كثيرا وبشراهة، أي يعتمدون على وجبتين فقط في اليوم الواحد، ويأخذون كامل وقتهم في تحضير الوجبات الشهيّة واللذيذة ومع ذلك، فهم يتناولون القليل منها فقط، ويستعملون المكوّنات الطازجة والخالية من الإضافات الكيميائيّة والتي لم تتعرّض للأسمدة الإصطناعيّة، فيرشّون أشجارهم ونباتاتهم بمزيج من الماء والرماد تجنباً للتسمّم أو للتسبّب بالضرر للبيئة، كذلك فإن السكّر من المحظورات، والملح من المواد التي يندر استعمالها، أما اللحم فلا يأكلونه إلا في المناسبات الخاصة، ويعتمدون فقط على الأطعمة العضوية من فاكهة وخضروات وحبوب، وحليب وجبن، لذلك هم أصحاء، وسعداء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى