خاص 218

سالم أبوظهير يروي لـ218 تجربته مع الصحافة والبحث الأكاديمي

سالم أبوظهير، باحث أكاديمي وصحفي ليبي، تفرّغ مؤخرا للعمل الأكاديمي، دون أن يغفل في الوقت نفسه، موقعه الخاص في “صحيفة المنظار”، التقته 218، للحديث حول تجربته الصحفية والأكاديمية.

يبدأ الباحث الأكاديمي، سالم أبوظهير، حديثه عن مسيرته التعليمية: “درست المراحل الأولى في مدارس مدينة غريان، تم انتقلت للدراسة الجامعيةـ تحصلت على ليسانس من قسم علم النفس في جامعة الفاتح سابقا، تم درست اللغة الفرنسية وتحصلت على ليسانس من كلية اللغات، ودرست كطالب منتسب لكلية القانون وأوقفت قيدي في السنة النهائية، لاستكمال دراستي العليا التي أكملتها بحصولي على الماجستير من جامعة الفاتح في طرابلس، والدكتوراة من جامعة هدرسفيلد ببريطانيا”.

وحول مسيرته المهنية، يحكي الصحفي سالم أبوظهير، عن بداياته وعن كفاحه لأجل طموحه العلمي، وقال: “عملت أثناء دراستي في شركة الفنادق كموظف استقبال، تم معلما في المدارس الثانوية في طرابلس، وعملت مترجما بشركة الكهرباء، وامتهنت الصحافة كمحرر صحفي في صحيفة الشمس، تم انتقلت للعمل بالمركز الثقافي اوسادن في مدينة غريان، تم عملت أستاذا جامعيا في جامعة غريان، وعملت لسنوات كمساعد باحث وباحث أكاديمي بدوام جزئي في عدد من الجامعات ومراكز البحث في بريطانيا”.

ولصحيفة “المنظار”، جزء رئيس في مسيرة الصحفي الليبي، سالم أبوظهير، فهي تُعد من أبرز مشاريعه التي يُديرها بنفسه، منذ تأسيسها في العام 2014.

العمل الصحفي وصداقة الميكروفون:

شغف العمل الصحفي، بدأ مبكرا في حياة الأكاديمي الصحفي الليبي، سالم أبوظهير، حيث كانت البدايات منذ المرحلة الإعدادية، ويوضح في حديثه لـ218: “بداية العمل الصحفي كانت منذ السنة الأولى إعدادي، عبر الإذاعة المدرسية في مدرسة أبو معاد الإعدادية في غريان وخلال السنوات الثلاث لهذه المرحلة، كان الميكروفون صديقي اليومي تقريبا، خلال الحفلات المدرسية عبر التقديم والإعداد للمناشط بالمدرسة، وعبر تقديم برنامج مرة في الأسبوع اسمه (من عظماء الرجال) وفي كل حلقة يتم التعريف بشخصية لها دور في الإنسانية بشكل عام، وعلى مدى سنوات الإعدادي كان لا بدَّ أن أقدّم كل أسبوع تعريف لشخصية مختلفة ودور هذه الشخصية وماقدمته للإنسانية”.

رحلة البحث المعرفي:

يحكي الصحفي سالم أبوظهير، عن تجربته في رحلة البحث عن المعلومة، وعن مكتبة أخيه الراحل محمد، “من هنا بدأت رحلة البحث عن المعلومة، وتقديمها بشكل مناسب يتقبلها ويتفاعل معها المتلقي، وهذا بطبيعة الحال الأساس الأول ومفتاح العمل الصحفي. كانت كتب مكتبة أخي محمد رحمه الله الصغيرة، وكتب ومطبوعات المركز الثقافي في تغسات، والمركز الثقافي أبو زيان بمثابة محركات البحث في شبكة الإنترنت الآن”.

بداياته الصحفية، كان لها شغف مختلف هذه المرة، إذ بدأت في المرحلة الثانوية، وهُنا يوضح ملامحها وكيف كانت: “في المرحلة الثانوية استمر شغفي بالعمل الصحفي، ولكن بدرجة أقل حيث ابتعدت لظروف ما عن الإذاعة المدرسية، وانضممت مع زملاء جمعنا حب الصحافة وعمل الصحف الحائطية، وصحيفة تصدر مرة واحدة في العام مطبوعة على أستنسل وتوزع داخل المدرسة”.

وأضاف: “في المرحلة الجامعية، انحصرت علاقتي بالصحافة كمتابع وقارئ شغوف فقط بالقراءة والمطالعة، كنت أكتب مقالاتي في كراسات، كل المقالات بقت حبيسة كراساتي لايقراها ولايعلق عليها إلا اخي محمد رحمة الله عليه”.

وأكد أن “الصدفة لا شيء غيرها، جعلت مني محررا صحفيا هكذا ببساطة شديدة”، بهذه الكلمات يختصر الأكاديمي، بداياته الرسمية مع الصحافة، “كنت ماراً من شارع الجماهيرية، وتوقفت سيارتي القديمة تحت عمارة الصحافة بالضبط، كانت بحاجة لتبريد محركها بالماء، وفي مدخل العمارة الكبيرة طلبت من موظفي الاستعلامات المساعدة، وفي مكتبهم وجدت إعلانا عن تقديم لوظيفة محرر صحفي، ومن شروط التقديم أن تكون خريج لغات أو علوم سياسية، في أقل من أسبوع جهزت الأوراق وبعدها بأسبوع اجتزت امتحان القبول التحريري وامتحان المقابلة الشخصية، وصدر قرار بتعييني محررا صحفيا في صحيفة الشمس”.

يضيف الباحث الأكاديمي، في حديثه عن البدايات مع الصحافة، ويستدعي صحيفة “لا” التي لعِبت دورا في تجربته، “ولكن محطة مهمة أخرى، كان لها دور في تجربتي الصحفية، وأفتخر بها دائما وهي العمل مع مجلة (لا ) فالعمل في (لا) كان مختلفا جداً عن العمل في صحف المؤسسة”.

الصحافة والبحث العلمي:

ما بعد مرحلة الإعدادية والثانوية ومجلة “لا”، اتجه الصحفي سالم أبو ظهير، إلى البحث العلمي الأكاديمي، ويوضح هذا لـ218: “بعد تجربتي المتواضعة مع (لا)، انتقلت للعمل من مؤسسة الصحافة إلى العمل بالمركز الثقافي أوسادن، ثمّ ودعت الصحافة نهائيا، وتفرغت للدراسات العليا. بعد أن أنهيت دراساتي العليا، رجعت بتمهل إلى العمل الصحفي، وكانت البداية مع صحيفة ميادين الليبية، ثم الكتابة والنشر في مختلف المواقع والصحف العربية والليبية. وأهم هذه التجارب كانت تجربتي مع صحيفة فسانيا التي تشرفت بتكليفي مدير تحرير لها تجربة استفدت منها كثيرا جداً”.

صحيفة المنظار وغوغل:

مع كل المهام التي يديرها الأكاديمي سالم أبوظهير، والانشغالات في حياته، لم تُثنه عن شغفه الكبير، لصحيفته “المنظار”، والتي يحكي بدايتها وعن جهوده لأجل القراء: “صحيفة المنظار صحيفة إلكترونية، وكأي مدونة على الإنترنت بدأت بموقع مجاني، ثم حازت اهتمام شركة الجوجل ونالت موافقة شركة أدسنس التابعة للجوجل، تم شراء دومين للصحيفة بقيمة رمزية جداُ، وقيمة رمزية أخرى تدفع سنويا لشركة الجوجل، وتضع الشركة إعلاناتها على صفحات الصحيفة، ويتم إحالة نسبة من قيمة هذه الإعلانات بحسب عدد المشاهدات وعدد المتابعين وبحسب النقر على الإعلانات.. بدأ العمل مرهقا جداً، ومردوده المادي فقير، لكن بمرور الوقت أصبح لصحيفة المنظار قرّاء ومتابعون محترمون، وبطبيعة الحال مردود مادي ثابت ومحترم أيضا والحمد لله”.

ويضيف سالم أبوظهير، حول الصحيفة، “صحيفة المنظار صحيفة ليبية تهتم بالشأن الليبي تقدم خدمة، ومقابل هذه الخدمة التي تقدمها تتحصل على مكسب مالي، هكذا ببساطة، هذه الخدمة قد تكون قصيدة شعرية، أو قصة قصيرة، وقد تكون إعلانا عن وظيفة شاغرة في مصلحة ما، أو إعلانا عن سعر الدولار أو عن رحلات الطيران، أو قد تكون الخدمة مقالا سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا لصاحب الصحيفة، أو إعادة نشر مقال منشور على مواقع الإنترنت، المهم تحرص صحيفة المنظار على أن تكون هذه الخدمة أو السلعة التي تعرضها وتقدمها، صحية وتعود بالنفع على الناشر وعلى المتلقي. وتسعى دائما لتطويرها وجعل محتواها مواكبا للتغيير الحاصل والمستمر”.

ولكن مع كل هذه المراحل السابقة، في مسيرة الباحث والصحفي سالم أبو ظهير، فإنه يوضح رؤيته بشكل أوضح، “أنا أؤمن بالتخصص إلى حد كبير، أنا لم أدرس الصحافة، وأعتبر نفسي صحفيا هكذا بالموهبة، بالصدفة كيفما اتفق، لكنني أنحني وأحترم جداً الطالب الذي ما زال يدرس الصحافة في ثانوية أو معهد أو كلية، هو أجدى وأجدر مني بممارسة هذه المهنة، أما الأكاديمي الذي درس الصحافة وتخرج من مدارسها؛ فأجد حرجا في مزاحمته فهو صاحب الخبز والمخبز معاً .. الفرق بشكل أكثر وضوحا هو أنّك قد تجد شخصا يمتهن الترجمة من لغة للغة أخرى ويجيدها وهو لم يدرسها، فلا يمكنك مقارنته بمن تخصص ودرس الترجمة، حتى وإن تفوق الأول. لذلك وحسب رأي المتواضع بأتي التخصص وبعده الموهبة، أرحب بالموهوب وأشجعه نعم، لكن ليس على حساب من تخصص”.

هدرسفيلد البريطانية والتعليم في ليبيا

يتحدث الأكاديمي سالم بوظهير، بقوله: “تجربتي الأكاديمية البحثية بدأت ببحث عن اقتراح خطة لضمان نجاح التدريب المهني في ليبيا، أنجزته في 2005، ونلت به درجة الماجستير من جامعة الفاتح سابقاً. وحظيت توصياته باهتمام أمانة اللجنة الشعبية العامة للتدريب والقوى العاملة سابقا، التي كرمتني بشهادة تقدير وجائزة في نفس العام”.

وحول تجربته في بريطانيا، يضيف، “البحث الذي نلت به شهادة الدكتوراه من جامعة هدرسفيلد البريطانية، ناله نصيب وافر من الحظ أيضا، كان موضوعه (تأثيرات العولمة وسياسات التعليم على استخدام التقنية في ليبيا)، وقبل أن ينصرم العام الذي أنهيت فيه دراسة الدكتوراه، أعادت دار لامبرت على نفقتها طباعة البحث ونشره وتوزيعه في مختلف أنحاء العالم . هذه الدار تعد واحدة من دور النشر العالمية المهمة والمتخصصة، في إعادة طباعة البحوث المتميزة في مختلف مجالات المعرفة، ونشرها وتوزيعها، ويعتمد على منشوراتها عدد كبير من جامعات العالم في كل الدول”.

ويكشف أبو ظهير، أنه لم يتوقف عن بحوثه، ويقول: “على فترات أواصل نشر ورقات بحثية في مجال العولمة وسياسات التعليم في عدد من المجلات العلمية والدوريات المحكمة، وتشرفت مؤخراً بمشاركتي بتحرير فصل كامل في كتاب ضخم موضوعه تدويل التعليم العالي، هذا الكتاب شارك في تأليفه عدد من الباحثين من مختلف قارات العالم، وتشرفت بالمشاركة في التأليف ممثلاً عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفصل من (ثمانية عشر) صفحة عن التدويل والعولمة في التعليم العالي الليبي”.

وأعرب الصحفي والباحث الأكاديمي، عن سعادته في ختام حديثه مع 218، بالقول، “أكاديميا .. أشعر أحيانا بفرح وسعادة تغمرني، كلما نقرت اسمي أو عنوان بحث أكاديمي لي، في محرك البحث جوجل ووجدت أن باحثاً بعدي استشهد أو أكد أو دلل أو استند إلى جزئية ولو من سطر واحد نشرتها قبله، فأعاد نشرها مذيلة باسمي.. لذلك أنا أحب محرك البحث جوجل فهو يفاجئني بما يسرني دائما ..كلما وجدت بعض ما نشرته قد استفاد منه غيري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى