أخبار ليبيا

رمضان في هون.. طقوس وعادات لم تندثر

خلود الفلاح

218 – خاص

لا تختلف طقوس وعادات شهر رمضان في مدينة هون، الواقعة في وسط ليبيا في منطقة واحات الجفرة، حيث تعتبر واحدة من أهم واحاتها التي تقع في غرب مدينة ودّان على بعد 40كم، إلى الجنوب من خليج سرت، وتبعد عن طرابلس بحوالي 600كم، عن بقية المناطق والمدن الليبية الاخرى إلا في بعض التفاصيل الصغيرة.

في العموم؛ تظل هذه العادات والمواظبة على الاحتفاء بها شكل من المحافظة على الهوية والثقافة المحلية، حول ذلك يتحدث الشاعر والباحث في التراث عبد الله زاقوب.

المحروزة

كانت لدينا عادة أو تقليد جميل يسمى “المحروزة” وهي عبارة عن إعداد وجبة الإفطار في رمضان من طرف عائلة قريبة أو صديقة إكراما للشاب أو البنت الذين يصومون الشهر لأول مرة، هذه الوجبة تشمل كل مكونات وجبة الإفطار إضافة إلى الحلو من الحلويات المحلية كالكعك ورقيبة العجوز.

خنينيب السحور

حيث يتسلل بعض الأولاد الصغار إلى البيوت المجاورة ليلاً في شهر رمضان لمحاولة خطف السحور، وهي عادة متعارف عليها ولا توصف بالسرقة في حالة تحققها بل تعتبر ضمن الألعاب التي يوصف أصحابها بالحذق والمهارة والشجاعة، حيث يصبح أهل البيت بدون سحور وهم يتندرون لإهمالهم وخيبتهم، وهي عادة قديمة اندثرت بالعقود الأخيرة.

كعكة تمضي

وهي عادة يقوم خلالها الصبيان بالطواف حول أزقة وشوارع البلدة ليلة 27 من رمضان من بعد صلاة العشاء وإلى وقت متأخر من الليل، يجمعون خلال ذلك البيض واللحم والحلويات مرددين بعض العبارات والمفردات مثل، كعكة تمضي، لحمة تمضي، دحية تمضي، مختتمين بقولهم، في الريح وإلا في الرواح، فإن اجابوهم بالريح فتعني ليس لدينا ما نمنحه أو نعطيه لكم، وأما الرواح فتعني الانتظار والقبول والمنح.. كذلك فإن هذه اللعبة أو العادة اندثرت.

القلية

تؤدى هذه العادة صباح يوم 25 من رمضان حيث يستعد الأطفال الاولاد والبنات بوقت مبكر مرتدين الأزياء الشعبية حاملين معهم آنية مصنوعة من سعف النخل تسمى، عُمرة، حيث يزورون الأقارب والجيران، القلية وهي حبوب القمح المحمصة ويمنح البيض النيء والحلوى والمكسرات مرددين قلية قلية، عصيدة وملوخية، وهي مستمرة وقائمة حتى اليوم ويسر بها الأطفال ويحتفون بها أيما احتفاء.

الشرويروة ياتورة

ويبدو أنها لعبة أو عادة قديمة جدًا وربما تكون أمازيغية لان المنطقة بها جذور امازيغية، تؤديها مجموعة من الفتيات الصغيرات طوال ليالي شهر رمضان حيث يقمن بتزيين إحداهن بالملابس الشعبية مع بعض الحلي المصنوعة من علب الصفيح أو الفضة الخلب، يطفن بالبيوت والأزقة القريبة مؤديات رقصات شعبية مرددات، الشرويروة ياتورة والشر ورور ياتورة في الصبح انجيكم ياتورة، وهذه العادة هي الأخرى قائمة إلى الآن.

أما فيما يخص الأكلات في شهر رمضان في مدينة هون؛ فقد دخلت كثير من الأكلات الوافدة، ولعل الصحن الذي يتفق عليه معظم الليبيين هو الشربة العربية. ولكن يبقى شهر رمضان ملتقى الأسر الليبية والشهر المكرم لدى الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى