أخبار ليبيااهم الاخبار

تخوّفاتٌ من تداعياتِ “صيد الأفاعي” على مسار “5+5”

تقرير 218

يبدو أن التحديات التي تُواجه عمل اللجنة العسكرية المشتركة كبيرة جدًا على اعتبار أنها تستمدّ وجودها من هدوء مسرح الأحداث الذي، وإن بقى ساكنًا؛ سيكون ذلك حتمًا في صالح تنفيذ أي مخرجات للـ”5+5″، رغم صعوبة المهمة وتشكيك كثير من المراقبين في جدّية بلوغها الأهداف الموضوعة والمُعلّقة عليها من قبل مجموعات واسعة داخل ليبيا، تتطلع من خلالها إلى طيّ صفحة الحروب، وتقديم وصفةٍ علاجيةٍ نهائيةٍ للسقم الذي يشكو منه الوطن منذ سنوات، لم تفلح معها كل محاولات صناعة حلّ نموذجي.

ومن مُعيقات أو تحديات عمل اللجنة العسكرية المشتركة، التي اتخذت من سرت، مقرًا لها، برأي متابعين، أن تصطدم بأي خطط يُقرّرها مسؤولون في حكومة “الوفاق”، على اعتبار “فسيفساء الخارطة العسكرية”، التي ترتبك بسرعة شديدة.

ويتخوّف مُراقبون من أن تكون عملية “صيد الأفاعي”، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا من قبل الوزير المفوّض فتحي بشاغا؛ بداية انهيار كل شيء، فالوزير أعلن عن عملية تطال خصومه الذين رفضوا وما زالوا يرفضون وجوده وزيرًا مفوّضًا للداخلية، رغم قتالهم سويًا ضد الجيش الوطني في حرب أبريل 2019.

وبعثت العملية الأمنية لضرب المهربين وتجار البشر والخارجين عن القانون، كما تمت تسميتها، القلق في نفوس الكثيرين، وبسببها أعلن أمراء المناطق العسكرية التابعون لـ”الوفاق”، اتفاقًا بألا تُقاتل تشكيلاتهم بعضها البعض، في محاولة لتحجيم عملية “صيد الأفاعي” المُعلن عنها مؤخرًا.

العملية الأمنية المذكورة، حال تحولها إلى أمر واقع، وليس ذلك بمستبعد؛ قد لا تكون عملية جراحية سريعة، وقد تقضي على أي مسعى تقوم به اللجنة العسكرية التي تريد مناخًا هادئًا في مسرح العمليات العسكرية غربًا، حتى تستطيع هندسة المشهد المُعقّد وتقديم حلول ورؤى تقارب الواقع المُتغيّر بشدة في السنوات الأخيرة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى