حياة

بين “في قلبي أنثى عبرية” و “أين المفر”.. نظرة على عوالم خولة حمدي

خولة حمدي الكاتبة التونسية الشهيرة والمعروفة بروايتها “في قلبي أنثى عبرية”، والأكثر مبيعًا بين الروايات العربية وقت طرحها، ظاهرة جديدة في الكتابة النسوية في الأدب العربي.

وليس من الغريب أن تحقق “خولة” هذا النجاح المدوي، حيث استطاعت أن تكتب لشريحة عمرية واسعة في الوطن العربي، في رواياتها، خاصة الاثنتين الأوليتين وهما “في قلبي أنثى عبرية” و”غربة الياسمين”، ليتراجع مستوى مبيعاتها بعد ذلك في الروايتين الأخيرتين “أن تبقى” 2016، و”أين المفر” 2017.

ورغم المضمون القوي الذي يبدو ظاهرًا في كتابات خولة حمدي، إلا أنه من الغريب أنها لم تستطع الهروب من فخ الكتابة النسوية التي تتجسد في الكتابة العاطفية، فأغلب الروايات الذكورية والأدبية تأتي فيها قضية قوية يخرج من صداها قصة حب، ولكن في الكتابة النسوية وعلى نفس الخط تسير “خولة” تأتي “قصة حب” ويخرج منها صدى قضية قوية، مثل اختلاف الأديان في “قلبي أنثى عبرية” أو “غربة الياسمين”، التي ناقشت سوء فهم الحجاب في الإسلام، حيث تشعر أن قصة الحب هي الأصل في الرواية وليست القضية.

ولكن وإن كانت خولة حمدي قد شربت من نفس البئر التي شرب منها من سبقوها ومن عاصروها إلا القليل، فيحسب لها محاولة التطرق لقضايا شائكة كانت منذ فترة طويلة بعيدة عن قلم النساء، وهذا قد يغفر لها بعضًا من ضعف الحبكة، وعدم تماسكها.

وربما تعتمد “خولة” على قصص حقيقية لبناء رواياتها مثل “في قلبي أنثى عبرية” التي كانت مستوحاة من قصة حقيقية ليهودية تونسية – “ندى” – دخلت الإسلام بعد تأثرها بشخصية طفلة – “ريما” – مسلمة يتيمة الأبوين صمدت في وجه الحياة بشجاعة، وبشخصية شاب لبناني – أحمد- مقاوم ترك بصمة في حياتها، وكذلك قصة “غربة الياسمين” التي أخذتها عن قصة حقيقية عن معاناة فتاة في مجتمعنا العربي، ولكن رغم الواقعية في رواياتها إلا أنه يبدو واضحاً عجزها عن تأصيل المشكلة، وربما ذلك كان ناتجًا عن ضعف البحث التاريخي أو المعرفي حول موضوع الرواية، والذي قد يخلقه قِصر الوقت ومتطلبات السوق التي قد تفرض على كاتب إنهاء عمله سريعًا، فلا يغوص بما فيه الكفاية في عالمة.

الجدير بالذكر أن خولة حمدي، هي كاتبة تونسية من مواليد 1984 بتونس العاصمة، وهي أستاذة جامعية في تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود بالرياض، وهي حاصلة على شهادة في الهندسة الصناعية والماجستير من مدرسة “المناجم” في مدينة سانت إتيان الفرنسية سنة 2008، كما حصلت على الدكتوراه في بحوث العمليات “أحد فروع الرياضيات التطبيقية” من جامعة التكنولوجيا بمدينة تروا بفرنسا سنة 2011، ولها عدد من الأعمال الأدبية مثل في قلبي أنثى عبرية 2012، وغربة ياسمين 2015، وأن تبقى 2016، وأين المفر في 2017، بالإضافة إلى مذكرات فتاة مسلمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى