أخبار ليبيا

المحميات الطبيعية.. إهمال وتعديات وظروف أمنية سيئة

لطالما كانت المحميات والمتنزهات الطبيعية موطنا للحياة البرية ومتنزهاً للمواطنين؛ إلا أنها في ليبيا تعاني مخاطر كثيرة بدءاً من الإهمال الرسمي والشعبي لها وصولاً إلى الظروف الأمنية السائدة في البلاد، وظاهرة التعدي عليها وهو ما دفع البعض منها إلى إقفال أبوابها أمام الزائرين.

ويقول رئيس جمعية الواحة الأهلية الناشطة في مجال البيئة سليم أبو عزة، في مقابلة صحفية، إن عشرات الهكتارات من المحميات الطبيعية في ليبيا تتعرض لعمليات جرف وتعدٍّ واقتلاع أشجارها من قبل المواطنين بهدف إنشاء منازل أو تقسيم أراضيها بهدف البيع والربح غير المشروع.

ويضيف “أبو عزة” أن ست من أصل 20 محمية طبيعية في ليبيا؛ تحولت إلى أراضي مشاع بعدما تراجع اهتمام السلطات بها خصوصاً في ظل الصراعات المسلحة التي شهدتها البلاد طوال عقد من الزمن، وهو ما سبّب آثاراً سلبيةً على المحميات تركزت في مجملها على هجرة أنواع من الحيوانات التي كانت تعيش فيها، إلى جانب التعدي على أنواع نادرة من النباتات والأشجار .

وقد أظهرت صورٌ جويةٌ لمدن الجبل الأخضر نشرتها منظمة الحياة لحماية الكائنات البرية والبحرية تراجعاً للغطاء النباتي في محيطها خلال الفترة الممتدة من شهر فبراير 2011 إلى شهر يونيو 2016؛ بسبب عمليات الجرف والتعدي عليها، حيث دقت المنظمة وقتها ناقوس الخطر على مستقبل هذا الغطاء خاصةً أنه يضمّ عدداً كبيراً من المنتزهات الطبيعية من خلال تشييد بعض الأنشطة السياحية في المناطق القريبة من ساحل البحر .

ويشير “أبو عزة” إلى أن التعديات استهدفت محمية وادي الكوف التي تأسست عام 1978 على مساحة ثمانية آلاف هكتار من أصل مائة هكتار تمثّل المساحة الكلية للوادي، وهو أدى إلى مغادرة أنواع كثيرة من الحيوانات والطيور النادرة، ومن بينها القط البري الليبي والظربان والعصفور النوري.

الانتهاكات التي تتعرض لها المحميات والمتنزهات الطبيعية في ليبيا؛ لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل إن بعض الأطراف المسلحة استغلت البعض منها، خاصةً البعيدة عن المدن، من خلال إقامة معسكرات وأماكن تدريب لعناصرها، بل إنه بعضها شهد تخزين أنواع عدة من الذخائر والأسلحة، ومن بينها أجزاء من وادي الكوف ومرتفعات بالجبل الأخضر تعرضت للتخريب وكانت مسرحاً للتدريب ، كما تعرضت الحياة البرية في محمية الحمادة الحمراء إلى عمليات واسعة من الصيد الجائر استهدفت بعض الحيوانات النادرة مثل الودان الليبي والغزال.

ويقول “أبو عزة” إن الانقسام السياسي ألقى بظلاله على الحياة البرية في ليبيا، فقد منحت بعض القرارات الحكومية فترة الانقسام إدارة المراعي والغابات حق الإشراف على رعاية 11 محمية ومتنزهاً طبيعي طالت متنزهات صرمان وصبراتة والنقازة وأبو غيلان ومسلاتة وبئر عياد والهيشة، وبسبب هذا القرار؛ لا يمكن أن نتحرك نحو حماية أو متابعة محميات في مناطق أخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى