أخبار ليبيا

الليبيون يطوون “صفحة ماكرون”.. منتصف الليل

218 |خاص

حينما ينتصف ليل ليبيا اليوم السبت، فإن الليبيين يكونون من دون “حوْل أو قوة” قد مارسوا “نعياً سياسياً” لورقة تفاهمات وُقَعت في العاصمة الفرنسية باريس، في شهر مايو الماضي، بحضور أطراف سياسية وعسكرية، لم يلبث بعضها أن انقلب على إعلان التفاهم، قبل أن يترجل عن عتبات قصر الإليزيه، الذي كان يشهد على “فرحة” الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يُمنّي النفس بأن يدخل التاريخ السياسي، بوصفه الزعيم الأوروبي الذي أدخل الليبيين إلى “الحلقة الآمنة”، وأبعدهم عن “دوّامة الفوضى”.

في التفاهمات اتفقت أطراف ليبية على أن يكون موعد السادس عشر من سبتمبر هو موعد الانتهاء من إعلان الإطار القانونية والدستورية لعملية الانتخابات في ليبيا، التي حُدّد لها هي الأخرى موعد العاشر من ديسمبر، إذ قصدت باريس في إعلانها الذي لم ير النور، وسيطويه الليبيون عند منتصف هذه الليلة، أن يأتي موعد السادس عشر من سبتمبر وقد أنهت الأطراف الليبية إعلان دستور، إضافة إلى قانون انتخابي ستُجْرى وفقا له الانتخابات التي يبدو هي الأخرى أنها أصبحت “بعيدة المنال” وسط تعنت أطراف سياسية عدة بشأن مجريات العملية السياسية.

واعتبارا من منتصف الليلة فإن “تفاهمات باريس” التي عُوّلت عليها ليبياً ودولياً الكثير ستكون قد أصبحت “نسياً منسياً”، وهو ما يعني أن الساحة السياسية الليبية تخلو تماما من أي مباردة دولية، فيما يمكن توجيه الأنظار إلى مؤتمر دولي ستعقده إيطاليا بشأن ليبيا، وسط تقديرات وانطباعات بأن روما قد فعلت كل ما يُفْعَل من أجل منع باريس من “لحظة انتصار” على الحلبة الليبية، وأغلب الظن –وفق التقديرات- بأن فرنسا ستعمل من أجل منع إيطاليا من الاحتفاظ برقعة “نفوذ قديم”، فيما يظل الليبيون وحدهم الذين يدفعون ثمن الصراع الدولي وجعاً وحزناً، وتردٍ شبه تام في “حياة الحد الأدنى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى