أخبار ليبيا

العبودية العصرية.. من هم؟ وكم عددهم في ليبيا؟

كشفت دراسة صادرة عن مجموعة منظمات عالمية، عن أرقام وإحصائيات مثيرة للقلق حول “العبودية العصرية”، والتي رصدت فيها بعض الإحصائيات من ليبيا.

وصدرت الدراسة عن مؤسسة “المشي الحُر” “Walk Free Foundation”، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية ومنظمة العمل الدولية.

وأظهرت الدراسة التي أحدثت ضجة أنه يوجد أكثر من 40 مليون ضحية للعبودية العصرية، وذلك بخصوص مؤشرات الرق لعام 2018.

وأطلقت المؤسسة العالمية مصطلح “العبودية العصرية” على أشكال متعددة مثل العمل بالإكراه، الاستغلال الجنسي، استغلال الأطفال، وإخضاع هؤلاء لتهديدات وعنف وإكراه وخداع واستغلال طاقة جسدية.

أمّا من حيث الجنس فجاء في التقرير أن 71% من العبيد هم من النساء والفتيات، و29% من الذكور، وهناك 15.4 مليون امرأة متزوجة بالإكراه، و24.9 مليون عامل قسراً في العالم.

وعرّفت المنظمات العبودية العصرية بأنها عدم قدرة الأفراد على مواجهة العوامل التي تؤدي إلى تعرضهم للاستغلال مثل التهديدات، والعنف، والإكراه، والخداع، واستغلال الطاقات الجسدية.

وتحدث التقرير أن مظاهر العبودية العصرية تطغى في مجالات عصرية متعددة مثل تصنيع الملابس الجاهزة، والتعدين، والزراعة، وصيد الأسماك.

وحسب الدراسة لم تعد العبودية العصرية مقتصرة في دول العالم الثالث خاصةً أفريقيا، بل هناك مظاهر لهذه العبودية في دول متقدمة مثل أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، مثل العاملين في منازل الدبلوماسيين ومحال غسل السيارات ومزارع المواشي.

وتوقعت الدراسة أن أعداد العبيد الحديثين في أفريقيا نحو 9 ملايين و240 ألفا، ما يعادل 23% من إجمالي أعداد العبيد حول العالم، وتتمركز في دول أريتريا، وبوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، بينما في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هناك 25 مليون شخص يعانون العبودية العصرية.

ووضع التقرير كوريا الشمالية، وأفغانستان، وباكستان في المقدمة من حيث الانتشار، في حين تعدّ أعداد العبيد هي الأعلى في دول ذات كثافة سكانية عالية مثل الهند، والصين، وباكستان.

أما في القارتين الأمريكتين الشمالية والجنوبية، فتشير التوقعات إلى أنها تحتوي على مليوني شخص من العبيد العصريين، ما معدله نحو 5% من إجمالي العدد حول العالم.

وتنتشر بكثافة في كل من فنزويلا، والدومينيكان، بينما تأتي الولايات المتحدة، والبرازيل، والمكسيك في المراتب الأولى من حيث أعداد العبيد.

ليبيا

وضع التقرير ليبيا في المركز 14 على مستوى قارة أفريقيا من حيث انتشار “العبودية العصرية” مع تقديرات أن عدد من يعانون يبلغ 48 ألفاً من أصل عدد سكان يبلغ 6 ملايين 235 ألف نسمة.

وعالمياً جاءت ليبيا في المركز 29 من حيث معدل انتشار العبودية العصرية.

وقالت الدراسة إن نسبة العبيد في ليبيا تبلغ 7.7 بالألف، أي هناك 7.7 أشخاص يعانون العبودية العصرية من كل ألف مواطن ومقيم في البلاد، بينما في مصر عددهم 5.5 بالألف.

وعلّق المؤشر على هذه النتائج بالقول إنها مُثيرة للقلق وما يزيد من خطورة الموقف هو ضعف استجابة الحكومة الليبية، حيث صنفت الدراسة الحكومة الليبية من أضعف 10 حكومات بالعالم استجابةً لمحاربة العبودية العصرية، إلى جانب حكومة كوريا الشمالية وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى وإيران وموريتانيا والسودان وبوروندي والكونغو وغينيا الاستوائية.

وأعاد المؤشر ارتفاع النسبة في ليبيا إلى الصراعات الداخلية التي خاضتها البلاد منذ سنوات، ويزيد منها استقبال ليبيا لأعداد مستمرة وهائلة من المهاجرين الراغبين في الهرب إلى أوروبا، الأمر الذي يؤدي إلى وقوعهم بين أيدي مهربين يعملون على استغلالهم.

وعربياً هناك نحو 529 ألف فرد، بمعدل 1% من إجمالي عدد العبيد حول العالم، وينتشر العبيد في 11 دولة عربية أبرزها عُمان، وسوريا، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، حيث يخضع 67% منهم للعمل بالإكراه، ونحو 33% للزواج جبرا.

ومن جانب آخر، تحتضن الدول التي تعاني من حروب ونزاعات مثل سوريا، والعراق، واليمن، ما معدله نحو 76% من إجمالي أعداد العبيد في الدول العربية.

أوروبا وآسيا الوسطى

ولم تكن أوروبا وآسيا الوسطى التي تزخر بدول غنية بعيدة عن انتشار العبودية العصرية، حيث هناك نحو 3.5 مليون فرد، ما يعادل 9% من إجمالي العدد حول العالم.

وتأتي كل من بيلاروسيا، وتركمانستان، ومقدونيا في المراتب الأولى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى