أخبار ليبيا

الرئاسي يتسلّح بـ”البيانات” لمواجهة الجيش الوطني

تقرير| 218

نقلة جديدة في مسار العلاقة العكسية بين القيادة العامة والمجلس الرئاسي، فالحالة تزداد تعقيداً بينهما حتى وصلت إلى عرض القصف الذي طال حقل الفيل على مجلس الأمن، وهو ما عده مناوئون للرئاسي وشاية بالقيادة العامة وتحريفاً للحقائق وإبعادها عن سياقاتها الحقيقية.

وكان الرئاسي في بيانه الأخير مشدود الأعصاب، واستعمل ألفاظاً لم يكن متعوداً عليها ضد القيادة العامة التي وصفها بالتابعة للشرق مكرساً حالة الانقسام ومنافياً أصل وجوده وناعتاً عملها بأنه عمل إرهابي، فكأنه يساوي هنا بين الضحية والجلاد، متجاهلاً بقوة أصل هذه العملية التي جاءت بمباركة شعبية واسعة من أهالي الجنوب أكثر الفئات تضرراً من هشاشة الأمن والذين لم يجدوا من الرئاسي سوى الخطابات والوعود، أما من القيادة العامة فوجدوا تحركاً ملموساً يجبر الجائر على التراجع .

وبث إعلام القيادة صوراً للطائرة وهي تحلق في الجو حتى وصلت مطار تمنهنت في سبها، ومنها أخذت الإذن بالرجوع لطرابلس وهو ما يؤكد أن سلاح الجو لم يستهدف الطائرة وركابها كما زعم الرئاسي.

وفي هذا الإطار بالإمكان طرح هذه التساؤلات: من يكتب بيانات الرئاسي؟ وهل تصب في إطار مواجهة مباشرةٍ بين فصيل يمسك بورقة التأييد الدولي وآخر يقضم الأرض ويزداد توسعاً ونفوذا؟

كثيرة هي البيانات التي كانت تصدر دون إجماع الحاضرين، فالرئاسي طيلة سنوات وجوده كان طاولة تجمع المتناقضات والأقطاب المتنافرة، فليس مستبعداً أن يكون هذا البيان عملاً منفرداً باسم المجلس ككل، لكن المؤكد أنه سيوتر الأجواء لأنه يسوق اتهامات لا يبدو أن قيادة الجيش تقبلها في هذه الفترة التي أكملت فيها مهمة درنة، وتسير قدماً لإكمال عمليات الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى