أخبار ليبيااهم الاخبار

“التير”.. قصة ليبية لم تستسلم.. من “صبراتة إلى ستلنبوش”

218TV

ترجمة خاصة

كيب تاون- من صبراتة غرب ليبيا إلى ستلنبوش في بولندا.

هذه هي الرحلة التي كان على الدكتورة إيمان التير أن تقطعها لإنجاز رسالة الدكتوراه في علوم الأحياء بجامعة ستلنبوش.

كان بحثها حول إسهام الالتهاب والتجلط في انتشار مرض القلب بين مرضى الإيدز، وقد تحصلت على درجة الدكتوراه يوم الاثنين في أول حفل تخرج لشهر ديسمبر 2017.

كانت من ضمن 639 طالبا في كلية العلوم الذين تحصلوا على درجاتهم في هذا الاحتفال. الرقم المسجل 5720 مؤهلا بين شهادات ودبلومات ستمنح جوائز هذا الأسبوع في حفل التخريج في ديسمبر.

يزيد هذا الرقم 420 مؤهلا عن ديسمبر 2016، و700عن ديسمبر 2015. حفل ديسمبر هذه السنة احتوى 142 شهادة دكتوراه و545 شهادة ماجستير.

 إيمان التير
إيمان التير

التير، التي عملت طبيبة في مستشفى صبراتة، بلغت قمة النجاح الأكاديمي، إلا أن طريقها لم يكن دائما مفروشا بالورود.

فعلى أثر احتجاجات الربيع العربي في 2011 غرقت بلادها ليبيا في حرب أهلية، وفي لحظة انقلب عالم التير رأسا على عقب.

“عندما اندلعت الحرب، كان الوضع صعبا جدا عليَّ وعلى بناتي، خاصة الصغرى. كان زوجي، عماد، في ستلنبوش يحضر للدكتوراه. وصل هنا سنة 2010”.

“كانت الحرب قريبة من مدينتنا”.

حرصا على مستقبلها ومستقبل بناتها الثلاث غادرت التير بلادها في رحلة مضنية باتجاه الجنوب.

قالت: “لم يكن الخروج من ليبيا سهلا. جاء زوجي لأخذنا، لكنه لم يستطع دخول البلاد”.

“كان على أخي أن يأخذنا بالسيارة إلى تونس حيث أمكننا اللقاء بزوجي”.

ثمة نبرة حزن في صوتها وهي تتكلم عن مغادرتها بلادها وذويها.

“لدي سبع أخوات وأخوان وكان صعبا علي تركهم ورائي”.

“أنا قلقة على أقاربي وأسرتي. أحيانا أعرف من خلال الفيسبوك أن أحد أقاربي قد مات. هذا ليس سهلا بالنسبة إليَّ”.

رغم هذا، تظل التير متفائلة بأن الأشياء ستتغير إلى الأحسن في بلادها.

الآن، تقضي غالب وقتها في ستلنبوش وهي سعيدة برؤية بناتها ناجحات.

“ابنتي الكبرى في سنتها الأولى كطالبة بكالوريوس في جامعة ستلنبوش، وتسنيم أتمت امتحانات التأهيل للجامعة بمدرسة رينيش العليا، بينما ريم بمدرسة رينيش الابتدائية”.

حينما سئلت عن فترة إقامتها في جنوب أفريقيا، أضاءت محياها وابتسمت من الأذن إلى الأذن.

“أحب جنوب أفريقيا كثيرا، أحب الناس، وخصوصا تنوع الناس. التقيت بأناس لطفاء وهذا، إلى جانب بيئة جيدة جدا، ساعدني على إتمام دراساتي. جنوب أفريقيا مكان جميل”.

“كنت محظوظة جدا أنني قمت ببحثي في ستلنبوش. فحتى لو كانت لديك مشاكل فستلقى دعما من زملائك وأستاذك”.

تقول التير أنها ممتنة للدعم الذي لقيته من الأستاذ المشرف على رسالتها فاديل إيسوب وفريقه.

 إيمان التير
إيمان التير

“الأستاذ إيسوب كان داعما لي بشدة”.

تتحدث بتألق عن الدعم والتشجيع من زوجها الذي هي سعيدة بزواجها منه لمدة 22 سنة. هو الآن زميل باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ستلنبوش في قسم الهندسة الصناعية.

“لقد ساعدني كثيرا في أشياء عديدة وما زال مداوما على ذلك”.

وتمتن التير أيضا لدعم أسرتها لها بعد وصولها جنوب أفريقيا. وباعتبارها إنسانة متدينة تؤمن بقوة بأن الله كان يساعدها دوما.

التير امرأة لا تستسلم وتؤمن أنه على النساء أن يكافحن من أجل مستقبلهن. “تسطيع النساء تغيير أشياء عديدة في ليبيا والشرق الأوسط وجنوب أفريقيا وفي كل مكان. تحدثت عن هذا كثيرا مع بناتي”.

تقول التير أنها تأمل أن ترد يوما فضل وطنها عليها. “أتطلع إلى أن أغير حياة شعبي”.

في نفس الوقت هي تستمتع بحياتها في ستلنبوش وتخطط للقيام ببحث ما بعد الدكتوراه السنة القادمة.

في نفس الحفل نال الأستاذ لِن باربور من قسم الكيمياء وعلم البوليميرات والسيد نيلس فوريي من شعبة الإدارة الأكاديمية جائزة المستشار.

* كتب المقال في الأصل لجامعة ستلنبوش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى