حياة

أفلام لم تحصل على الأوسكار بالرغم من نجاحها العالمي!

أهم أفلام لم تحصل على الأوسكار في تاريخ السينما

صناعة السينما مليئة بالأعمال التي تجعلك إما متسمرًا أمام الشاشة لساعات وساعات، أو تجعلك مالًّا لدرجة تُجبرك على مغادرة صالة العرض بعد عشر دقائق فقط من الفيلم؛ لكن الشريحة الأولى التي تهمنا، إنها الشريحة التي لا يمكن أبدًا ألّا تحصل أفلامها على جائزة الأوسكار؛ لكن للأسف، في بعض الأحيان نجد هناك أفلامًا لم تحصل على الأوسكار بالرغم من جودتها الخارقة.

أفلام في مختلف التصنيفات، دراما، أكشن، رومانسية، وغيرها، لجنة الأوسكار تحاول أن تكون محايدة، لكن ربما تكون المنافسة شديدة فتخسر أفلام عملاقة، أو لا تكون تابعة لـ “تريند” معين خلال العام يضمن للجنة الأوسكار عناوين الميديا والزخم الافتراضي لفترة طويلة، وسواء كان السبب الأول أو الثاني حاضرًا، فهذا لا يمنع كون الأفلام المستحقة للمديح؛ مستحقة للمديح فعلًا.

ولهذا؛ فاليوم معنا قائمة بأهم الأفلام التي كان لها تأثير كبير وبقيت في قلوب وعقول الملايين حتى وقتنا هذا وكان يجب أن تفوز بالأوسكار، لكن للأسف لم يكن الحظ حليفها.

The Shining – 1980

أحد أبرع أعمال المخرج ستانلي كوبريك بشكلٍ عام، وعند ذكر أفلام لم تحصل على الأوسكار بالرغم من كونها تستحق، يجب أن يأتي هذا الفيلم في الأذهان، دون شك.

الفيلم من بطولة جاك نيكلسون، وأيضًا قام بدور البطل الذي يحمل نفس اسم؛ جاك، تدور القصة في فلك الواقعية السوداوية تارة، والفانتازيا الرعبية تارة أخرى، أداء جاك المجنون مع أسلوب ستانلي التماثلي في الإخراج، قدما لنا تحفة فنية من الطراز الرفيع، يصعب على صناعة السينما تقديم مثيلٍ لها هذه الأيام، ولهذا الفيلم حيّ حتى الآن، وسيظل حيًّا حتى ينتهي الكوكب كما نعرفه.

أفلام لم تحصل على الأوسكار

تتمحور القصة حول كاتب يعاني من مشكلة عسيرة، ألا وهي أنه لا يستطيع جلب أفكار أو قريحة سردية لكتابة روايته الجديدة، لكن فجأة تُحل المشكلة عبر عرض أحدهم عليه لعمل ينطوي على مكوثه في فندق بأحد المناطق الثلجية في الشتاء، فقط لكل يبقيه دائرًا من الداخل، ويكون مستعدًا لاستقبال النزلاء في الفصل التالي. بالطبع فرصة عظيمة للبطل، ومن المستحيل أن يفوتها.

ينتقل جاك مع زوجته وابنه الصغير إلى الفندق، لكن سرعان ما تتصاعد الأحداث ويبدأ البطل في الشعور بالوحدة القاتلة، وشرعت الأفكار المجنونة في التملك من عقله/ لم يعلم المسكين أن الفندق مسكون بكيانات من الماضي السحيق، وأنه محبوس في حلقة مفرغة من الدماء، الكراهية، والعنف الذي لن يتوقف.

والجدير بالذكر أن الفيلم حصل على جزء تكميلي في عام 2019 تحت عنوان Doctor Sleep، ويُكمل قصة الفيلم على لسان ابن جاك الذي كبر وبقيت ذكريات الفندق الملعون متملكة منه.

The Shawshank Redemption – 1994

إنها حكاية آندي دوفراين، الرجل الذي دخل السجن في تهمة قتل زوجته؛ التهمة التي أحالت حياته جحيمًا، سواء فعل ذلك أم لا. آندي انطوائي إلى أقصى حد، وقبل حياة السجون كان يعمل محاسبًا شهيرًا، ولديه خبرة عملاقة بأمور ماليات البنوك والحسابات والمعاملات التجارية، عقله عبارة عن مكتبة كاملة من الكتب المحاسبية، ووجود شخصيته في الفيلم جعله واحدًا من أفلام لم تحصل على الأوسكار بالرغم من نجاحها الكبير.

عندما صدر الفيلم في السينمات لأول مرة، لم يحقق الزخم المطلوب، ومات سريعًا، وربما هذا هو السبب الذي لم يجعل لجنة الأوسكار تلتفت له وقتها، لكن مع الوقت، اتضح أن الفيلم يتبع تأثير الفراشة، فإذا رفرفت فراشة في الشرق، يمكن أن تُحدث إعصارًا في الغرب، والأمر ذاته مع الفيلم، في البداية رفرفته لم تكن قوية، لكن ها نحن ذا، نادرًا ما يتزحزح عن المرتبة الأولى في قائمة IMDb لأفضل 100 فيلم في تاريخ السينما حصرًا.

أفلام لم تحصل على الأوسكار

لنُكمل قصة آندي، يعتقد صديقنا أن حياة السجون لا تتلائم معه، وأنه عليه أن يهرب بأي شكلٍ من الأشكال. لكنه من الناحية الأخرى ذكي، وبالتأكيد لن يقوم بأي فعلٍ أحمق يندم عليه لاحقًا. بالطبع كل هذا منطقي، لكن ماذا سيفعل عندما يبدأ المساجين الآخرين في الاعتداء عليه باستمرار؟ دون أن يتدخل آمر السجن للفضّ بينهم حتى؟ أجل، هنا ربما نرى الجانب العدواني من آندي، والذي (ربما أيضًا) لن تسفر عنه أفعال عقلانية بأي حال من الأحوال.

Léon: The Professional – 1994

اعتقد البعض أن صدور هذا الفيلم مع The Shawshank Redemption في نفس العام، قادر على سحب بساط الأوسكار من أسفله. لكن في الواقع، لم يفز أيضًا بالجائزة، لكن في المقابل حصل له على مكان في قائمة أفلام لم تحصل على الأوسكار بالرغم من نجاحها التي نطرح فيها اليوم ترشيحات (بنسبة كبيرة) سوف يكون منها الفيلم الذي تشاهدونه مباشرة بعد الانتهاء من القراءة.

أفلام لم تحصل على الأوسكار

بات الفيلم أيقونة سينمائية من الطراز الرفيع، وحفر معاني الحب والتضحية في قلوبنا جميعًا، وذلك لكون القصة غريبة في المقام الأول، وملتوية في المقام الثاني، هل يمكن لأحد أن يتخيل تقاطُع مصير قاتل محترف مع فتاة مراهقة عنيدة؟ بل ويكون هذا القاتل نفسه بمثابة الأب الروحي والفعلي لها لأنها بدونه لن تكون قادرة على إعالة نفسها من الأساس؟ أجل، هذه هي الحبكة، ولهذا السبب تحديدًا تمكن السيناريو من طرح خطوط سردية مثيرة للاهتمام فعلًا.

تتصاعد القصة عندما تنتقل مسؤولية القاتل المحترف من مجرد الاهتمام بالفتاة، إلى تعليمها مهنة القتل نفسها، وهنا تتطور العلاقة بينهما أكثر وأكثر. لكن للأسف لم يعلم البطل أن تلك العلاقة مأخوذة من طرفه بطريقة، ومن طرف الفتاة بطريقة أخرى تمامًا.

Fight Club – 1999

إذا أتينا على ذكر أفلام لم تحصل على الأوسكار بالرغم من نجاحها، بالتأكيد سنأتي على ذكر هذا الفيلم.

استطاع الفيلم أن يكون نقلة نوعية في صناعة السينما من جهة، ونقلة نوعية في مسيرة المخرج من جهة أخرى. الفيلم من إخراج دايفيد فينشر، ويعتبر هذا العمل هو الذي أظهر اسمه إلى النور، وجعله الأسطورة الحيّة التي يُحكى ويُحاكى عنها هذه الأيام، ويُذكر اسمه في كل المحافل السينمائية الهامة على الدوام.

فيلم عن الانفصام الاجتماعي، البحث عن الهوية، ومحاولة التركيز على أهداف حياتية معينة، لكن بلا فائدة. معنا بطلان في هذه الحبكة، الأول هو موظف مكتب ممل وتقليدي للغاية، يشبه أي موظف حكومي يمكن أن تشاهده في المنزل، البناية، البلدة، وأيضًا الكوكب كله، والثاني هو المثير للاهتمام؛ إنه صانع صابون يرتدي على الموضة، ولا يبدو أنه يهتم لآراء الآخرين، ويعيش في الحياة بمبدأ: “ما لي لي، وما للناس للناس”.

لكن يبدأ كل شيء في التغير عندما تتقاطع مصائر أحدهما مع الآخر، ويذهبان فجأة إلى نادي قتالٍ سريّ تحت الأرض. فما الذي يحدث فيه؟ وإلى أين ستأخذنا القصة؟

The Wolf of Wall Street – 2013

أفلام لم تحصل على الأوسكار في مسيرة مارتن سكورسيزي ملحوظة فعلًا، لكن هذا لا يمنع أنها من الأفضل في تاريخ السينما. المخرج معروف بدمويته الشديدة وحبه لأعمال العصابات وضرب النيران والجثث المتطايرة في مكان بدون هدف، إنه عاشق لسينما العنف، هذه هي بصمته الفنية.

في هذا الفيلم تكاد تُجزم أن المخرج ليس سكورسيزي، هذه ليست طباعه، إنه لا يميل في العادة للحبكات المعتمدة على أجواء السفه والمتعة المفرطة والانغماس في ملذات الدنيا حتى الثمالة. لكن بعد النظر جيدًا للقصة، سنرى أنها فعلًا تلائم إطار سكورسيزي الفني، إنها قصة عن تأثير حياة الجريمة على الإنسان، وكيف لها أن تُغير الفرد منا 180 درجة، ودون أن يشعر حتى.

تتحدث القصة عن رجل بورصة صغير لا يستطيع أن يشق طريقه في عالم العمالقة بالمثابرة، لذلك اتجاه إلى استغلال مهاراته الإقناعية في تسلق السلم الاجتماعي والوصول إلى أعلى مراتب شارع وول ستريت الأشهر من نار على علم، بطرق ملتوية.

انخرط في مخدرات، قضايا شرف، وغيرها وغيرها وغيرها. هل سينجو البطل من كل هذا؟ وهل في الأساس سيعترف أنه من جلب الجحيم على نفسه؟

زر الذهاب إلى الأعلى