أخبار ليبياخاص 218

أردوغان “شكّك بالسراج وأهانه”.. قصة لم ينتبه إليها أحد

218TV|خاص

إهانتان -حسب وصف أوساط دولية مراقبة- وجههما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج خلال اليومين الماضيين، وهي إهانات يمكن أن تمرّ بشكل عادي لو أنها حصلت سياسيا بين رئيس دولة و”سكرتير في مكتبه”، لكنها وقعت دون أن ينتبه أحد بين مَنْ يفترض أنهما رئيسان لدولتين تتشاطآن البحر الأبيض المتوسط، مثلما يُفْترض أنهما وقعا اتفاقية بحرية تسلتزم أول ما تستلزمه “الاحترام المتبادل”.

أردوغان أهان السراج للمرة الأولى يوم الأحد الماضي حينما تحدث عن الاتفاقية كما لو أنها “أمرا ملزما” للسراج، حينما أعلن أنها أصبحت أمراً مقضياً، وأنها ستُنفّذ، ومن دون أن يقف “على خاطر” شريكه في الاتفاقية، أو احترام المؤسسات التي ينبغي لشريكه أن يستأذن موافقتها في الداخل الليبي، لكن أردوغان بدا كما لو أنه لا يرى أساساً “شريكاً ليبياً” يحترمه أو حتى “رئيسا نًدّا له”، وهو ما يُفْتَرض أن يُشعر السراج بـ”الخجل والحرج”.

“الخجل والحرج” لم يطرقا باب أداء السراج حينما تلقى ثاني إهانة من أردوغان في غضون أيام قليلة، إمعانا في “عدم احترامه” للسراج، حينما قال إن هذه الاتفاقية ستُنفّذ “طالما أن حكومة طرابلس صامدة ومتماسكة”، إذ يعكس تصريح أردوغان “شكوكه الكبيرة” في صمود السراج والمجموعات المسلحة المتحالفة معه في طرابلس أمام ضربات الجيش الوطني الذي بات يُطوّق العاصمة من مسارات عدة، إذ تشرح أوساط مراقبة إن أردوغان من “باب اللياقة واللباقة السياسية” أمام شريك وقّع معه للتو اتفاقية أن يُحيي صموده، وأن يرسل له “عبارات تشجيع وتأكيد على صموده”، لا أن يترك مسألة صموده “نهباً للشك”.

تفترض أوساط عربية ودولية تراقب تفاعلات المشهد الليبي أن الدعم العسكري والأسلحة والذخائر، والطائرات المُسيّرة التي أرسلتها تركيا للسراج “وفريقه المسلح” في العاصمة كان كفيلا بأن يدفع أردوغان للتأكد من “صمود السراج” لا التشكيك به، إلا فيما لو كان تصريح أردوغان المهين للسراج هو “جزء مخفي” من تقديرات استخباراتية تركية بأن السراج “الشريك والحليف” بات سياسيا “يلفظ أنفاسه الأخيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى